خسائر حلفاء «الأسد» بعد التدخل الروسي

خسائر حلفاء «الأسد» بعد التدخل الروسي

شارك

 

المنطقة العربية، خاصة في سوريا، تشهد حاليًا نوعًا جديدًا من الحروب، على رأسها الحرب الاستخباراتية التي تعد «الأخطر»، نتيجة استهدافها عددًا من القيادات العسكرية البارزة المحسوبة على الرئيس بشار الأسد، بينما تأتى المعارك العسكرية فى مؤخرتها.

 

لقد شهدت الفترة القليلة الماضية، خاصة بعد التدخل العسكري الروسي فى سوريا، حالات قتل لقيادات عسكرية بارزة، تتبع الحرس الثورى الإيراني وحزب الله اللبناني، ولعل دقة التنفيذ فى عمليات القتل، توحي بعدة دلالات، منها أن معلومات دقيقة قد توفرت للجهات المسؤولة عن العمليات، خاصة وأن القتلي من القيادات الكبري، التى تضفى نوعًا من السرية والحرص الشديدين فى تحركاتها، لما يمتلكونه من حس أمني عالٍ.

 

ويعتقد خبراء أن سقوط هؤلاء القادة، لا يأتي صدفة ولا عشوائيًا، بل بناء على معلومات مستوفية ومدروسة، ومن داخل الدائرة المقربة لهم، ونتيجة عمليات اختراق استخباراتية متبادلة، تم خلالها زرع عناصر داخل صفوف المجموعات المتحاربة على الأراضي السورية والعراقية.

 

شهر أكتوبر الجاري، وفي أقل من أسبوعين، سقط خمسة ضباط كبار فى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، واحدًا تلو الأخر؛ بدءًا من سقوط العقيد علي رضا قنواتي، ثم العميد حسين همداني، والعقيد مسلم خيزاب، والجنرال فرشاد حسوني زاده، وقائد عمليات حزب الله فى القلمون علي عليان؛ ما يؤكد أن هناك معلومات وافية فى يد من يتولي أمر التصفية.

 

ضربات انتقامية

 

فى حالات الاقتتال الداخلي، بين المجموعات المسلحة غير النظامية، مثل التي تتصارع فى سوريا، يسهل زرع عملاء بين صفوف الأعداء، والحصول على معلومات شديدة الدقة، هكذا أكد اللواء محمد رشاد، المسئول الاستخباراتي المصري السابق، الذى رجح أن تكون عمليات التصفية– كما وصفها– “رداً على التحركات البرية الواسعة، التى بدأها الجيش السوري، بمشاركة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والمجموعات الشيعية المسلحة، القادمة من أفغانستان وباكستان”.

 

وأكد “رشاد” على أن حروب المدن لها استراتيجيتها، التى تختلف عن الحروب النظامية، مضيفاً أن الطرف المهاجم– الجيش السوري وحلفاءه– يكون هو الأضعف، من الطرف المدافع– المعارضة السورية والجماعات المتطرفة– وتكون صفوفة وتحركاته مكشوفة للطرف المدافع، ما يسهل معه توجيه ضربات موجعة ومحددة، من خلال عمليات نوعية محددة الأهداف، كالاغتيالات واستهداف المخازن اللوجستية والمواقع الاستراتيجية.

 

تعاون معلوماتي واختراقات

 

وأوضح المسئول الاستخباراتي المصري السابق محمد رشاد لـ”السعودي” أن تلاحق عمليات التصفية للقادة العسكريين، يشير إلى تعاون معلوماتي واستخباري، بين قوى إقليمية ومجموعات المعارضة المسلحة، بعد أن تعمد الطيران الحربي الروسي، استهداف المجموعات المعارضة، التى تلقت تدريبات عسكرية، ضمن برنامج دعم المعارضة، الذى تبنته الولايات المتحدة، الأمر الذى تعتبره أى مؤسسة عسكرية استهداف لعناصرها، خاصة وأن المعارضة السورية المدعومة من التحالف الدولي، كانت تتحرك وفق تعاون مشترك بينها وبين التحالف.

 

وأكد “رشاد” أن صفوف المتحالفين مع بشار الأسد، من السهولة اختراقها، موضحًا أنها تعتمد بشكل كبير على المتطوعين من بلدان عدة، وبالتالي فإن قاعدة المعلومات المتوفرة عن العناصر المتطوعة، لا تكون دقيقة كالتي فى الجيوش النظامية، لأن معرفة خلفيات عشرات الألاف من المتطوعين، والتأكد من ولائهم وأهدافهم، أمر قد يكون مستحيلاً.

 

واختتم  “رشاد” بقوله إن وقائع استهداف القادة العسكريين الإيرانيين، الموالين للنظام السوري، تؤكد على أن تحديد مناطق تواجدهم وتحركاتهم، مرصودة بدقة، وبالتالي كان من السهل تصفيتهم بأقل مجهود وإمكانيات، لافتًا إلى تنوع العمليات، بين الهجوم المفاجئ ومحاصرة الهدف وتصفيته مباشرة، خلال تحركات من المفترض أنها سرية، أو استهدافه بقذيفة أثناء تواجده فى نقطة ما، من المرجح أن يتم تحديدها من خلال وسائل التجسس الإلكترونية، كالأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.