أحمد الجارالله: «أرامكو»… عملاق سيادي

أحمد الجارالله: «أرامكو»… عملاق سيادي

شارك

طرح العملاق النفطي السعودي «أرامكو» في البورصة قد يكون صعباً في ضوء قيمة الشركة في السوق، وما تملكه من احتياطي نفطي مؤكد يبلغ 266٫5 مليار برميل يتضاعف الى اكثر من تريليون برميل كمخزون في مكامن مازالت بكراً. نحن هنا نتحدث عن عملاق تتراوح قيمته الحقيقية بما يملكه من نفط واستثمارات ومشاريع، بين 50 و60 تريليون دولار، وهو ما يرسخ حقيقة دامغة بأن الأموال والأصول السيادية السعودية قادرة على مواجهة التداعيات أياً كان حجمها.

ولا يقف الأمر عند ثروة نفطية هائلة، فلدى السعودية 6 ٪ من اجمالي احتياطي العالم من اليورانيوم، وفي مكة المكرمة منفردة نحو 4 ملايين متر مربع من الاراضي غير المستخدمة، عدا الأراضي في شمال جدة وهي عبارة عن 100 جزيرة عذراء تبلغ مساحتها 300 كم طولا و200 كم عرضا. وهذا الجانب من الثروة السيادية كان وراء تأكيد ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على امكانية الحصول على 100 مليار دولار من العوائد غير النفطية خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو رقم يمثل نقلة نوعية احترافية في استغلال الأصول السيادية البكر وفي تكريس تنوع الاقتصاد، علما أن هناك اصولا كثيرة اخرى لم يشر إليها قد تضاعف هذا العائد وهو ما يرسخ حقيقة قوة وملاءة الاقتصاد وقدرته – غير القابلة للشك – في تجاوز أية تداعيات تتمثل في تراجع الايرادات النفطية بسبب انهيار الاسعار.

لقد واجه الاقتصاد السعودي حرباً نفسية سواء على وقع حرب اليمن، أو انهيار أسعار النفط، من دون أن يدرك من شنها أن الرمال السعودية تضم كنزاً ستراتيجياً يحولها الى اكبر بلد في تصنيع الزجاج وأن ملاءة الاقتصاد لاتنطلق من عائدات نفطية قابلة للتقلبات، بل من أصول وأموال سيادية جلها لم يستخدم، وهو ما يعني أننا بصدد حقائق دامغة لا تقبل الشك عن اقتصاد عملاق ضمن الـ 20 الكبار في العالم. لاشك أن التفكير في طرح جزء من قيمة «أرامكو» فتح باباً واسعاً للحديث عن حقيقة ما تملكه المملكة من أصول سيادية في ظل ملاءة مالية مثبتة في تقارير المؤسسات الدولية، فالسعودية دولة دائنة لا تثقلها الديون ومعدل نمو الناتج القومي يسير بخطى ثابتة، وفوق ذلك فهي من بادر باتخاذ خطوات واضحة لتنويع اقتصادها ليصبح النفط أحد مصادر الايرادات وليس كل الإيرادات.

وفي كل ذلك ما يؤشر إلى اقتصاد سعودي متين خصوصاً إذا تم التعاون على استغلال تلك الثروات الكامنة وتنميتها وتطويرها ليس لصالح المملكة منفردة بل لدول «الخليجي» كافة، فالسعودية كانت وستبقى قاطرة التنمية في المنطقة.

نقلًا عن “السياسة” الكويتية

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.