شارك

قالت روسيا أمس الخميس، إنها تشتبه في أن تركيا تعد لتوغل عسكري في سوريا في حين قال مصدر بالجيش السوري إن القوات الحكومية تقترب من تطويق مدينة حلب بدعم جوي روسي.

واتهمت تركيا بدورها روسيا بمحاولة صرف الاهتمام عن “جرائمها” في سوريا وقالت إن حلب تواجه تهديدا “بالحصار للتجويع” وقالت إن لها الحق في اتخاذ أي إجراءات لحماية أمنها.

وفي بادرة أخرى على امتداد آثار الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات، قالت السعودية إنها مستعدة للمشاركة في عمليات برية ضد الدولة الإسلامية في سوريا إذا قرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة القيام بها.

وعلقت الأمم المتحدة الأربعاء أول محادثات سلام سورية منذ عامين خيم عليها الفشل منذ البداية مع احتدام القتال على الأرض. لكن واشنطن قالت الخميس إنها تأمل في استئناف التفاوض قبل نهاية الشهر الجاري وقالت روسيا إنها تتوقع أن يتم ذلك في موعد أقصاه 25 فبراير.

وعاد التركيز على أزمة اللاجئين التي أفرزتها الحرب المستمرة منذ خمس سنوات مع اجتماع للمانحين في لندن الخميس، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن المشاركين تعهدوا بتقديم 11 مليار دولار لتوفير الاحتياجات الانسانية للسوريين في السنوات الأربع المقبلة.

وقالت تركيا خلال المؤتمر إن ما يصل إلى 70 ألف لاجئ من حلب يتحركون صوب الحدود بسبب الغارات الجوية.

زحف صوب الحدود

وأظهرت لقطات نشرت على الإنترنت مئات الأشخاص غالبيتهم من النساء والأطفال والمسنين يسيرون صوب معبر أونجو بينار الحدودي التركي يحملون أمتعتهم على ظهورهم.

وقلبت أربعة أشهر من التدخل الروسي موازين القوى لصالح الرئيس السوري بشار الأسد بعدما حققت المعارضة تقدما في أوائل 2015 وشكلت تهديدا متناميا لمناطق مهمة تحت سيطرة النظام في غرب سوريا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنها سجلت “إشارات متزايدة على استعدادات خفية تقوم بها القوات المسلحة التركية لتنفيذ أعمال نشطة على أراضي سوريا”.

لكن تركيا ردت بعنف على الاتهامات الروسية. وقال مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، الخميس إن روسيا تحاول صرف الانتباه عن جرائمها في سوريا بزعم أن أنقرة تستعد لتوغل عسكري في هذا البلد.

وفي لندن قال داود أوغلو إن “الممر الانساني اللوجيستي” بين تركيا وحلب يتعرض لغزو من هؤلاء المقاتلين الأجانب وقوات النظام (مع) مساعدة من المقاتلات الروسية”.

وأضاف “ما يريدون فعله في حلب اليوم هو بالضبط ما فعلوه في مضايا من قبل وهو حصار للتجويع”.

وتدهورت العلاقات بين موسكو وأنقرة منذ أسقطت تركيا طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي خاصة مع تأثر العلاقات بفعل الأزمة السورية.

جائزة استراتيجية

تمثل حلب التي تفصلها 50 كيلومترا فقط عن الحدود التركية جائزة استراتيجية كبرى في الحرب وهي الآن مقسمة لمناطق بعضها تحت سيطرة الحكومة وبعضها تحت سيطرة المعارضة. ويرتبط كثير من المعارضين الذين يقاتلون في حلب ومحيطها بعلاقات وثيقة مع تركيا.

وبفضل قصف روسي مكثف لثلاثة أيام هذا الأسبوع نجح الجيش والمقاتلون الموالون له في قطع خط إمداد محوري إلى الشمال الغربي من حلب في عملية نجحت في فك الحصار عن بلدتين شيعيتين مواليتين للحكومة للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات ونصف.

وقال مصدر أمني بارز غير سوري مقرب من دمشق إن مقاتلين إيرانيين لعبوا دورا محوريا في هذا التقدم. وقال المصدر “قاسم سليماني موجود هناك في نفس المنطقة” في إشارة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وهو المسؤول عن العمليات بالخارج.

وبثت قناة المنار التابعة لحزب الله لقطات لسكان يشكرون الأسد وإيران وحزب الله ببلدتي نبل والزهراء الشيعيتين.

في الوقت نفسه مثلت وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مساحات كبيرة في شمال سوريا ضغوطا إضافية على المعارضة المسلحة حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسيطرتها على قريتين قرب نبل والزهراء.

وينفي أكراد سوريا باستمرار مزاعم المعارضة بشأن تعاونهم مع دمشق.

وحتى الآن فشلت جميع المساعي الدبلوماسية لوضع حد للقتال. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن القصف الجوي المكثف أجهض أحدث الجهود في مباحثات السلام. وأعلن ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا تعليق المباحثات لثلاثة أسابيع.

وقال مسؤول بالأمم المتحدة “أعتقد أن المبعوث الخاص قرر تعليق المباحثات لأن المنظمة لا تريد أي ربط بينها وبين التصعيد الروسي في سوريا الذي يخاطر بإجهاض المباحثات كليا”.

المعارضة وأسلحة إضافية

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن نظيره الروسي سيرجي لافروف وافق خلال اتصال هاتفي الخميس على أن هناك حاجة لبحث كيف يتم تنفيذ وقف لإطلاق النار في سوريا.

وقال قياديون بالمعارضة إنهم يأملون في أن يقنع انهيار مباحثات السلام الدول الأجنبية التي تدعمهم كالسعودية بأن الوقت حان لإرسال أسلحة أشد قوة وتطورا بينها صواريخ مضادة للطائرات.

وتزود دول أجنبية مناوئة للأسد الفصائل المعارضة له بأسلحة عبر تركيا والأردن.

وقال قيادي معارض طلب عدم نشر اسمه إنه يتوقع “شيئا جديدا إن شاء الله” بعد فشل مباحثات جنيف.

وقال آخر طلب أيضا عدم نشر اسمه إن القوى الداعمة للمعارضة تعد بمواصلة الدعم مضيفا أن المعارضة لا تعرف في أي شكل سيكون ذلك.

وبينما حصلت فصائل منتقاه من تلك التي يتشكل منها الجيش السوري الحر على أسلحة بينها صواريخ أمريكية الصنع مضادة للدبابات فإن مطالبتها بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات لم تلق استجابة في معظمها بسبب مخاوف من سقوطها في أيدي جماعات جهادية قوية كجبهة النصرة التي تقاتل الأسد هي أيضا.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن مدربا عسكريا روسيا قتل في هجوم بقذيفة مورتر في أول فبراير شباط الجاري.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن أفراد الجيش الروسي “لا يشاركون في عمليات برية. نتحدث عن مستشارين. هذا الأمر يرتبط بتدريب الزملاء السوريين على تشغيل معدات يتم تسليمها لسوريا بموجب عقود قائمة بالفعل”.

الدور السعودي

وقال العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي، إن المملكة مستعدة للمشاركة في أي عمليات برية في سوريا إذا قرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة القيام بعمليات من هذا النوع.

وأضاف عسيري وهو أيضا المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية باليمن في مقابلة مع قناة العربية التلفزيونية “المملكة العربية (السعودية) على استعداد للمشاركة في أي عمليات برية قد يتفق التحالف (ضد الدولة الإسلامية) على تنفيذها في سوريا”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.