احتجاجات في تركيا بعد اعتقال صحافيين بتهم “التجسس”

احتجاجات في تركيا بعد اعتقال صحافيين بتهم “التجسس”

شارك

تظاهر المئات في تركيا الجمعة تضامناً مع صحافيين يعملان في صحيفة تركية مرموقة، اعتقلا بتهم التجسس بعد نشرهما تقريرا يتهم أنقرة بإرسال شحنات أسلحة إلى إسلاميين في سوريا.

واحتشد أكثر من ألف متظاهر من بينهم صحافيين ونواب معارضين، أمام مقر صحيفة “جمهورييت” اليومية وهتفوا بشعارات من بينها “كتفا بكتف ضد الفاشية” و”طيب لص، طيب كاذب، طيب قاتل” في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي أنقرة أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، لتفريق احتجاج مماثل شارك فيه نحو 700 شخص، بحسب مصور وكالة “فرانس برس”.

وجاءت التظاهرات غداة توجيه محكمة جنائية في اسطنبول اتهامات إلى جان دوندار رئيس تحرير الصحيفة، واردم غول مدير مكتب الصحيفة في أنقرة، ب “التجسس” لنشرهما مقالا في مايو حول شحنات أسلحة قالت الصحيفة إن أنقرة أرسلتها إلى سوريا.

ووجهت لهما كذلك تهمة تسريب أسرار الدولة “لأغراض عسكرية أو للتجسس السياسي”، ويمكن أن تؤدي هذه التهم إلى الحكم عليهما بالسجن لمدة 45 عاما، بحسب ما أكدت الصحيفة لوكالة فرانس برس.

وذكرت صحيفة جمهورييت أن رجال الدرك التركي اعترضوا في يناير عام 2014، قافلة من الشاحنات للمخابرات التركية في جنوب البلاد، تحمل صناديق قالت إنها مليئة بالأسلحة والذخيرة متوجهة إلى المسلحين الذين يقاتلون بشار الاسد.

واظهرت صورة نشرتها الصحيفة على موقعها في مايو، رجال الشرطة يفتحون صناديق من الأسلحة والذخيرة كانت على تلك الشاحنات التي قالت الصحيفة إنها تعود لجهاز الاستخبارات التركي.

وأثار التقرير غضباً في تركيا وعزز التكهنات بشأن دور أنقرة في النزاع في سوريا وعلاقاتها مع تنظيم داعش المتطرف، في الوقت الذي تنفي فيه تركيا بشدة هذه الاتهامات.

وكان الرئيس التركي أردوغان الذي ينفي بشكل قاطع تقديم الدعم العسكري للحركات الجهادية التي تقاتل نظام الاسد، تقدم شخصيا بدعوى قضائية ضد دوندار، 54 عاما، وتوعد علنا في مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية أنه “لن يخرج هكذا بسهولة”، وأضاف محذرا “انه سيدفع الثمن”.

تشديد الرقابة على الصحافة

والشهر الماضي صنفت منظمة مراسلون بلا حدود تركيا في المرتبة ال149 على مؤشر حرية الصحافة من بين 180 بلدا، وحذرت من تصاعد خطير في الرقابة على الصحافة في ذلك البلد.

وأعربت الحكومة الأميركية من خلال سفارتها في أنقرة عن قلقها بشان اعتقال الصحافيين. وانضم إليها الاتحاد الأوروبي، وقالت السفارة الأميركية في تغريدة على تويتر “نحن قلقون بشدة بشان الاعتقالات، وما يبدو أنه ضغوط جديدة على وسيلة إعلامية”.

ووصفت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي مايا كوسيانجيتش الجمعة اتهام وسجن الصحافيين بأنه “مقلق” وقالت إن الاتحاد الأوروبي يتابع هذه القضية عن كثب.

كما نددت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومقرها في فيينا بالملاحقات “المرفوضة” بحق الصحافيين التركيين، وقالت دونيا مياتوفيتش ممثلة المنظمة لحرية الصحافة في بيان إن “إمكان (فرض) عقوبة قضائية قاسية ينطوي على رسالة مقلقة للمجتمع مفادها أن أي خلاف مع النظام سيعاقب عليه بشدة”. وطالبت السلطات التركية ب”إسقاط التهم والإفراج عن الصحافيين”.

وكان دوندار حصل الاسبوع الماضي في ستراسبورغ على جائزة حرية الصحافة لمنظمة “مراسلون بلا حدود” وقناة تي في 5، وقال دوندار للعديد من الصحافيين وممثلي المجتمع المدني كانوا يتابعون المحاكمة في قصر العدل وسط إجراءات أمنية مشددة قبل اقتياده إلى السجن “لا تقلقوا، هذا الحكم ليس سوى وسام شرف لنا”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.