الارتقاء بعلاقات السعودية والصين إلى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»

الارتقاء بعلاقات السعودية والصين إلى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»

شارك

قررت المملكة العربية السعودية والصين الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى علاقات “الشراكة الاستراتيجية الشاملة” في المجال السياسي و”خاصة دعم قيام الجانب السعودي بدور أكبر في الشؤون الإقليمية والدولية”، والأمنية إضافة الى مجال الطاقة.

وجاء في البيان السعودي الصيني المشترك، الصادر اليوم الأربعاء، في ختام أول زيارة يقوم بها الرئيس الصيني “شي جين بينج” إلى المملكة “يحرص الجانبان الصيني والسعودي على بذل جهود لتطوير التعاون في المجالات السياسية، والطاقة ، والتعاون العملي، والمجال الأمني، والشؤون الإقليمية والدولية، إضافة إلى المجالات الثقافية والإنسانية.

وأوضح البيان أن الجانبين السعودي والصيني اتفقا “على أنه في ظل التطور المستمر للتعددية القطبية في العالم والعولمة الاقتصادية، يزداد الطابع الاستراتيجي والعالمي للعلاقات الصينية السعودية يوما بعد يوم، وأصبح كل من البلدين شريكا مهما لبعضهما البعض على الساحة الدولية. ينظر الجانبان إلى العلاقات بينهما دائما بنظرة استراتيجية وطويلة الأمد، ويقومان بتطوير العلاقات مع الجانب الآخر كتوجه هام في علاقاتهما الخارجية”.

ويحرص الجانبان على تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتعزيز التواصل الاستراتيجي حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتوثيق التعاون الاستراتيجي وتوطيد الثقة الاستراتيجية المتبادلة.

ويؤكد الجانبان على اهتمامهما بآليات التشاور بين البلدين في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات، وسيتخذان إجراءات فعالة لتحفيز وتسهيل تبادل الأفراد بينهما وتعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة في كافة المجالات.

كما يؤكدان مجددا على الدعم المتبادل للمصالح الحيوية لبعضهما البعض، ويؤكد الجانب السعودي على مواصلة الالتزام الثابت بسياسة الصين الواحدة.

ويؤكد الجانب الصيني على دعمه لجهود الجانب السعودي للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وتطوير اقتصادها وتحسين معيشة شعبها، ودعم قيام الجانب السعودي بدور أكبر في شؤون الإقليمية والدولية.

أما على صعيد الشؤون الإقليمية والدولية فقال البيان “أجمع الجانبان على أن دفع السلام والاستقرار في الشرق الأوسط يتفق مع المصلحة المشتركة للمجتمع الدولي، وهما على استعداد لتعزيز التواصل والتنسيق بشأن الأوضاع في المنطقة، بما يحقق الحلول السياسية للقضايا الساخنة، ويدعمان قيام دول المنطقة وشعوبها باستكشاف النظم السياسية والطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة، بما يحقق الاستقرار الدائم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في المنطقة”.

ويؤكد الجانبان على ضرورة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل بكافة أنواعها، وأبديا تأييدهما لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة النووية وذلك طبقا للقرارات الدولية ذات الصلة.

وشدد الجانبان على أهمية تحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحدة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعربا عن قلقهما البالغ إزاء خطورة الوضع في سورية، مؤكدين مجددا على ضرورة إيجاد تسوية سياسية سلمية عاجلة للمسألة السورية، والتطبيق الجاد لبيان جنيف الأول الذي تم التوصل إليه في يوم 30 حزيران/ يونيو عام 2012 والبيانين الصادرين عام 2015 عن اجتماعات فيينا للفريق الدولي لدعم سورية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم .2254

كما أكدا على أهمية الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين السوريين.

وشددا على موقفهما الثابت من وحدة اليمن واستقلاله وسيادته، ويطالبان اليمنيين بالحفاظ على وحدتهم الوطنية بمختلف مكوناتهم وأطيافهم وتياراتهم الاجتماعية والدينية والسياسية، بعدم اتخاذ أي قرارات من شأنها تفكيك النسيج الاجتماعي لليمن وإثارة الفتن الداخلية.

ويؤكد الجانبان دعمهما للشرعية في اليمن وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وكذلك المبادرة الخليجية المتعلقة باليمن.

ويجمع الجانبان على أنه لدى الصين والسعودية مصالح واسعة النطاق في كثير من القضايا الإقليمية والدولية الهامة، وسيقومان بتكثيف التنسيق والتعاون في الأمم المتحدة ومجموعة الـ20 وغيرهما من المنظمات الدولية والمحافل المتعددة الأطراف.

ويؤكدان على أن قضية إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تتطلب مشاورات بين جميع الدول الأعضاء لدفعها بخطوات متوازنة والتوصل إلى توافق في الآراء على أوسع نطاق، من أجل إيجاد حزمة الحلول، ويدعم الجانب السعودي قيام الجانب الصيني باستضافة قمة مجموعة الـ20 عام 2016 وسيبذل جهودا مشتركة معه لإنجاح القمة.

وفي المجال الأمني فشدد الجانبان على رفضهما القاطع للإرهاب بجميع أشكاله وصوره التي تهدد سلام واستقرار في شتى أنحاء العالم ، واستعدادهما لتعزيز التعاون الأمني في هذا الصدد، ويؤكدان على رفضهما لربط الإرهاب بأي دين أو مذهب.

أما في محال الطاقة أبدى الجانبان “رغبتهما في استمرار تعزيز علاقات التعاون في مجال الطاقة، وأكدا على أهمية استقرار السوق النفطية لاقتصاد العالم، كما أبدى الجانب الصيني تقديره للدور البارز الذي تقوم به المملكة لضمان استقرار سوق النفط العالمية باعتبارها مصدرا آمنا وموثوقا يعتمد عليه في إمدادات البترول للأسواق العالمية.

وأعربا عن تقديرهما لإطلاق التعاون في مجالات الفضاء وإطلاق الأقمار الاصطناعية والاستخدام السلمي للطاقة النووية والطاقات الجديدة وما حققه هذا التعاون من النتائج، مؤكدين على استعدادهما لمواصلة دفع التطور المستمر للتعاون المعني.

ووجه الرئيس الصيني “شي جين بينج” الدعوة لخادم الحرمين الشريفين للقيام بزيارة الصين في الوقت المناسب للجانبين. وقد قبل خادم الحرمين الشريفين الدعوة بكل سرور.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.