شارك

تقييد الحريات لم يعد قاصرا على الصحافة والإعلام في تركيا، ولكنه امتد أيضا إلى لاعبي كرة القدم، بحسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، حيث قام اتحاد الكرة التركي بإيقاف أحد لاعبي الدوري التركي بسبب بوست قام بنشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن اللاعب الكردي دينيز ناكي، والذي يلعب ضمن صفوف فريق أميدسبور، وهو الفريق الذي يمثل مدينة ديار بكر، قد تم ايقافه 12 مباراة بسبب البوست الذي اعتبرته السلطات التركية نوعا من الدعاية الطائفية، على الرغم من أن الهدف هو الاحتفال بالإنتصار الأخير الذي حققه فريقه في بطولة الكأس في تركيا، وهو الأمر الذي أثار قدرا كبيرا من الجدل.

إيمان بالحرية

كان اللاعب التركي، البالغ من العمر 26 عام، قد كتب على حسابه بالفيس بوك “نهدي هذا الفوز إلى أولئك الذين فقدوا أرواحهم وإلى الجرحى خلال الحملات القمعية التي تشهدها أراضينا منذ أكثر من 50 يوما. نحن، كفريق أميدسبور، لا نحني رؤوسنا ولن نفعل ذلك أبدا. ذهبنا إلى الملعب يملانا إيمان بالحرية وفي النهاية حققنا الفوز.”

البوست المثير للجدل للاعب التركي، المولود في ألمانيا، تتزامن مع صراع أهلي بين قوات الأمن التركية والسكان الأكراد في المناطق الكردية، وهو الأمر الذي دفع السلطات التركية لفرض حظر التجول في منطقة ديار بكر، ووضع مدينة سور الكردية التاريخية تحت الحصار، في حين أن عشرات الألاف من المواطنين يحاولون الهروب من المدينة.

عقاب الجماهير

الأمر لا يقتصر على اللاعب، هكذا قالت الصحيفة الأمريكية البارزة، بل أن اتحاد الكرة التركي قرر فرض عقوبات على النادي بسبب هتافات جماهيره المنتمين للأكراد، حيث رفعوا شعارات مؤيدة لسكان مدينة سور المحاصرين وهتفوا تأييدا للمدينة قائلين “في كل مكان بسور في كل مكان مقاومة.”

وأوضحت “واشنطن بوست” أن غرامة كبيرة تم فرضها على نادي أميدسبور التركي بسبب هتافات جماهيره، كما أنه تم حرمانه من حضور جماهيره خلال مباراته القادمة في بطولة الكأس والمقرره في 10 فبراير القادم، وهو الأمر الذي دفع عدد من سكان المدينة للاعراب عن تضامنهم مع اللاعب والنادي.

مثير للجدل

وأوضحت الصحيفة أنها ليست المرة الأولى للاعب ذو الأصول الكردية التي يكون فيها مركزا للجدل، حيث سبق له وأن أعرب عن دعمه الكامل لحقوق الأكراد، وكذلك للجهود الكبيرة التي تبذلها الميليشيات الكردية في سوريا في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”

ففي نوفمبر 2014، أكد ناكي أنه قد تعرض لهجوم عنصري خلال فترة وجود بأحد الأندية التركية التي تنتمي للعاصمة أنقرة، موضحا أنه ثلاثة رجال اعتدوا عليه بسبب تعاطفه الدائم مع الأكراد، وهو الأمر الذي علقت عليه الصحيفة أن كرة القدم أيضا ربما تكون مجالا للاستقطاب السياسي في ظل الصراع الحالي بين الحكومة والأكراد.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.