شارك

رد الفعل المتعجل من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الحادث الإرهابي الأخير الذي شهدته أنقرة، يعكس فشل النظام التركي في احتواء تدهور الأوضاع، ولم يعد لأردوغان ومعاونيه من الأفكار ما يساعدهم بصورة أو بأخرى على إنقاذ بلادهم من منزلق الفوضى التي تنحدر فيه، بحسب ما ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن المشكلة الأكبر التي تواجه حلفاء تركيا الرئيسيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تتمثل في كيفية تقديم الدعم للديمقراطية في النظام الإسلامي، والذي ينظر إليه باعتباره بمثابة موقعا حيويا للاستقرار داخل الإقليم المضطرب، إلا أن الوضع الراهن جعل من تركيا بمثابة الحليف المتفكك للغرب والصديق الوهمي لأوروبا.

صفقة وتنازلات

إلا أن المعضلة الرئيسية تتمثل في أن محاولة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إبرام صفقة مع الجانب التركي يتم من خلالها حل أزمة اللاجئين السوريين، في ظل مطالبات أردوغان للجانب الأوروبي بتقديم تنازلات في المقابل من أبرزها السماح للمواطنين الأتراك بالسفر لأوروبا بدون تأشيرة، وتسريع المفاوضات الهادفة لضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي تزداد فيه الشكاوى من جراء الانتهاكات الانسانية التي يرتكبها النظام الحاكم.

وأضافت الصحيفة البريطانية أن الرئيس التركي يسعى لوضع الانفجار الأخير في أنقرة، وهو الثاني من نوعه في غضون شهرين فقط، في إطار حالة من النضال الوطني ضد عدو مبهم، يسعى للإطاحة بتركيا وتدميرها، وهو الخطاب نفسه الذي يتبناه النظام التركي منذ فشل الحزب الحاكم في الحصول على الأغلبية المطلقة في الانتخابات البرلمانية في يونيو الماضي، حيث قامت عليه الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية خلال الانتخابات المبكرة في نوفمبر، ومازالت قائمة حتى الان.

معضلة الأكراد

قطاع كبير من المتابعين والمحللين يلقون باللوم على عاتق الرئيس التركي، بحسب “الجارديان”، في ظل كراهيته المفرطة للأكراد، وهو الأمر الذي دفعه نحو قصف معاقلهم منذ شهور طويلة، حيث سارع باتهامهم في التورط بالتفجير الأخير وشن هجمات انتقامية استهدفت معاقلهم أمس الإثنين في أعقاب الحادث.

إلا أن مشكلة الأكراد لا تقتصر بالنسبة لأردوغان على الداخل التركي، هكذا تقول “الجارديان”، حيث تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك في ظل استهداف النظام التركي للأكراد في سوريا، جنبا إلى جنب مع حملاتهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وهو الأمر الذي يتعارض مع توجه الولايات المتحدة نحو الاعتماد على الأكراد في الحرب التي تشنها ضد التنظيم المتطرف، وبالتالي يمثل تحديا كبيرا للحرب على الإرهاب.

تفكك مجتمعي

وأضافت الصحيفة البريطانية أن الأكراد ليسوا أكثر من أحد التحديات التي يواجهها النظام التركي في المرحلة الراهنة، في ظل حالة من التفكك المجتمعي الذي يواجه بلاد الأناضول من جراء التلاعب بالسلطة القضائية والتهديدات التي تواجه الساسة المؤيدين للأكراد، بالإضافة للقيود الكبيرة المفروضة على الصحفيين وحرية التعبير، وكذلك سعية لتعديل الدستور لتغيير وجهة البلاد نحو النظام الرئاسي.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.