الحقيقة الكاملة وراء توالي الحوادث في الحج

الحقيقة الكاملة وراء توالي الحوادث في الحج

أيمن عبدالتواب

شارك

ما أن وقعت حادثة «الرافعة» في الحرم المكي، حتى انهالت الاتهامات من بعض الدول، والجماعات- «المصنفة إسلامية»- على المملكة العربية السعودية بـ«الإهمال، والتقصير»، وتعالت حدة هذه الاتهامات عقب «حادث منى»، الذي خلّف وراءه «717 حالة وفاة»، ونحو «1008 مصابين»، من جنسيات مختلفة؛ بسبب التدافع، وعدم التزام بعض الحجاج بالتعليمات. بحسب التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات السعودية.

 

السؤال: هل الاتهامات التي وجهتها هذه الدول للسعودية هدفها الصالح العام، أم أنهم يتاجرون بأرواح الضحايا ودماء المصابين؛ لإحراج المملكة، وتحقيق أهداف وأغراض أخرى، يسعون إليها ضمن مخطط مرسوم بعناية؟

 

إحراج المملكة

 

«مصائب قوم عند قوم فوائد»، هذا المثل العربي تجلى- بكل وضوح- لدى النظامين «التركي والإيراني». فالمتابع لردود أفعال هاتين الدولتين على حادثي «الرافعة، ومنى» التي شهدتهما المملكة، يدرك، وللوهلة الأولى، أن «أنقرة، وطهران»، استغلا هاتين المصيبتين؛ لتنفيذ مخطط «إحراج السعودية»، بالمطالبة بـ«تدويل الحادثتين»، وعقد مؤتمر دولي عاجل لمناقشة أمن الحجاج.

 

هذا الاستغلال اتضح بتصريحات «محمد جورماز»، رئيس الشئون الدينية التركية، لوسائل إعلام عالمية، التي زعم فيها أن «إدارة الحج» تواجه مشكلة واضحة، مطالبًا بعقد اجتماع دولي لمناقشة تأمين أمور الحج، مشددًا على ضرورة تنظيم العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي، مؤتمرًا دوليًا؛ لبحث كيفية ضمان أمن أداء مناسك الحج، ومناقشة كيفية تقديم المساعدة للحجاج في السعودية، التي تبذل مجهودا كبيرا؛ لتيسير أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، مرجحًا أن سبب الحادثتين هو «إهمال وقع من القائمين على إدارة وتوجيه الحجيج»، بحسب قوله.

 

هجوم إيراني

 

عقب الإعلان عن وفاة «131 حاجًا إيرانيًا» في «حادث منى»، أمس الخميس، تصاعدت موجة اتهام وهجوم طهران بحق السعودية، إذ طالب الرئيس حسن روحاني، حكومة المملكة بـ«تحمل مسؤولياتها في حادثة التدافع»، قائلا: «على الحكومة السعودية أن تتحمل مسؤوليتها الكبرى في هذا الحادث المرير»، بحسب وصفه.

 

وكان المرشد الأعلى لإيران «آية الله علي خامنئي» انتقد ما وصفه بـ«الإجراءات غير الملائمة»، التي تسببت في حادث التدافع، قائلًا، في بيان أوردته وكالة فارس: «إنه من غير الممكن عدم الأخذ بعين الاعتبار سوء الإدارة السعودية، والتعامل غير الصحيح في التسبب بوقوع الحادث المأساوي بمشعر منى»، داعيًا حكومة المملكة إلى «تحمل مسؤولية ما جرى في هذا الحادث الأليم، والتعامل مع الأمر وفقا للعدل والإنصاف».

 

هذه الاتهامات الإيرانية للسعودية، والهجوم عليها، ربما يتسق مع ما حذرت منه «الحملة العالمية ضد إرهاب النظام الإيراني»- عبر منسقها العام، فيصل فولاذ، خلال مشاركته مؤخرًا بالدورة «٣٠» لاجتماع مجلس حقوق الانسان بحنيف- من أن حكومة طهران ستسعى بكل الطرق لإفساد موسم الحج هذا العام؛ لإحراج المملكة أمام مسلمي العالم.

 

ويؤيد تحذيرات «فولاذ»، أن شهود عيان من موقع «حادث منى»، وجهوا تهمًا صريحة لـ«الحجاج الإيرانيين» بالتسبب في الحادث، مؤكدين لـ«موقع سبق» أن «الحادثة تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين، عبر طريق سوق العرب حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة». فيما  قال مسؤول إحدى الحملات إن «الحجاج الإيرانيين لم يستمعوا للتوجيهات، وتجاهلوها، وتصادموا معنا، وكانوا يصرخون بشعارات قبل حادثة التدافع».

 

«الإخوان» تتجمل

 

«حادث منى» كان فرصة لمعاودة ظهور «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية، ومحاولة لتجميل وجه «الجماعة»، التي دأب رجالها على الهجوم على العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، إذ وجه إبراهيم منير، نائب المرشد العام، رسالة تعزية إلى ضحايا حادث التدافع في مشعر منى، مقدمًا التعازي لذوي الضحايا باسم الجماعة، ومتمنيا أن يقي الله الجميع عواقب مجريات الأحداث، وأن يسكن الله ضحايا الحادث من ضيوفه فسيح جناته، وأن يتقبلهم عنده شهداء، وأن يلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على الجرحى والمصابين بسرعة الشفاء وتمام العافية.

 

أخطاء حجاج

 

«خالد الفالح»، وزير الصحة السعودي، أشار، اليوم الجمعة، إلى أن «حادث منى» ربما وقع لأن بعض الحجاج لم يلتزموا بتعليمات السلطات المنظمة للحج.

 

وفي بيان على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة، قال «الفالح» إن التحقيقات ستجرى سريعًا لمعرفة ملابسات «أسوأ كارثة تقع أثناء موسم الحج منذ 25 عامًا».

 

وقال البيان إن التحقيقات في حادثة التدافع في منى، أشارت إلى تحرك بعض الحجاج دون اتباع خطط التفويج الصادرة من قبل الجهات ذات العلاقة، ربما تكون سبب الحادث، لافتًا إلى أن التحقيقات ستكون سريعة وسيعلن عنها كما حدث في حوادث أخرى.

 

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أصدر أمرًا بمراجعة خطط المملكة لموسم الحج، في أول رد فعل رسمي على الحادث، فيما أمر ولي العهد وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الأمير محمد بن نايف، بتشكيل لجنة تحقيق بحادثة تدافع مشعر منى، خلال اجتماع طارئ للقيادات الأمنية المشاركة في تأمين الحج. ووجه الأمير برفع بما يتم التوصل إليه من نتائج ومرئيات إلى الملك سلمان.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.