«الخليج».. الحضن البديل للسودان لإيقاف تمدد إيران بأفريقيا

«الخليج».. الحضن البديل للسودان لإيقاف تمدد إيران بأفريقيا

* وكالة الاعلام العربي

شارك

 

لطالما أثيرت مخاوف من تحول القارة الأفريقية، وعلى رأسها السودان، لامتداد إيراني بمشاريع التوسع والتشيع التابعة لها. والتي تدخل إلى القارة الفقيرة من باب المشاريع التجارية العملاقة الداعمة لحكوماتها الهشّة.

 

وقد أثار نشاط إيران في أفريقيا وخاصة بالسودان، مخاوف دولية وإسرائيلية، وهو ما دفع الأخيرة إلى قصف مواقع سودانية أربع مرات، وسط صمت دولي بين عامي 2009 و2012، مستهدفة مصنع اليرموك قرب الخرطوم

 

ويسجل النصف الأول من (عام 2009)، تاريخ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال للرئيس السوداني عمر البشير، بتهم ارتكاب “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” في إقليم دارفور غربي البلاد.

 

«الخليج».. الحضن البديل

 

أثار التقارب بين الخرطوم وطهران، استهجان الجار الخليجي الأبرز (السعودية)، وشريك السودان في البحر الأحمر؛ الذي أصبح مفتوحاً على مصراعيه لسفن إيران التي كانت تستقبل بموانئ سودانية.

 

وفي أغسطس/ آب من عام 2013، منعت السعودية طائرة الرئيس السوداني عمر البشير من عبور أجوائها في طريقها إلى إيران.

 

وقد شكّلت عمليات “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية منذ أشهر لدحر ميليشات الحوثي المسيطرة على اليمن، نقطة تحول في العلاقة بين الخرطوم برئيسها المطلوب دولياً ودول الخليج.

 

فعشيّة انطلاق العمليات على الحوثيين وصل البشير إلى الرياض، واستقبله العاهل السعودي الملك سلمان، وأجرى الزعيمان محادثات قالت وكالة الأنباء السعودية إنها “بحثت التعاون الثنائي بين البلدين ومستجدات الأحداث الإقليمية والدولية”، ليعلن في اليوم التالي مشاركة السودان رسمياً مع التحالف.

 

وأكد البشير، في خطابه الأخير قبل أيام أمام جمع من العسكريين دفاعاً عن مشاركته في العملية العسكرية، أنه “ما كان للسودان أن يقف موقفاً سلبياً تجاه قضايا أمته العربية”.

 

وقد أدركت الرياض ودول التحالف العربي مدى الأهمية الاستراتيجية التي يمكن أن تمثلها السواحل المطلة على البحر الأحمر والمواجهة للسواحل اليمنية، إضافة إلى أهمية التكاتف العربي في مواجهة التمدد الإيراني بعد انتصار جناحه في اليمن.

 

المشاريع البديلة

 

وكانت ايران قد لعبت على وتر الاقتصاد لاستمالة البلدان ذات الحاجة لتنفيذ أهداف التوسع، وعلى رأسها السودان التي أدى الاقتصاد بها إلى انفصال الجنوب، إضافة لكوارث إنسانية أخرى أبرزها في دارفور.

 

وبالرغم من كثرة المشاريع الخليجية في السودان قبل “عاصفة الحزم”، فإن دول الخليج عوّضت الحاجة الاقتصادية بمشاريع عملاقة، إذ واكبت السودان ذلك بطرح مشاريع أمام عدة بلدان خليجية، وعقدت عدة ملتقيات استثمارية مشتركة في بلدان خليجية، وضعت نواة لخطط مستقبلية.

 

زيارة جديدة واتفاقيات مطمئنة

 

وبعد سلسلة انتصارات حققها التحالف العربي في اليمن، توجت المشاركة السودانية في صفوفه بزيارة جديدة لتعزيز العلاقة مع الخليج، قام بها البشير إلى الرياض اليوم الثلاثاء. وأجرى مباحثات مع الملك سلمان بحث فيها مستجدات الأوضاع في المنطقة.

 

وتخلل الزيارة توقيع أربع اتفاقيات بين البلدين، تتعلق الأولى بمشروع اتفاق إطاري بشأن المشروع الطارئ لمعالجة العجز الكهربائي (محطة كهرباء البحر الأحمر 1000 ميغاواط مع الخط الناقل)، وتتعلق الاتفاقية الثانية بمشروع اتفاق إطاري بشأن الإسهام في خطة إزالة العطش في الريف السوداني، وسقي الماء للفترة من 2015 إلى 2020، والاتفاقية الثالثة مشروع اتفاق إطاري بشأن تمويل مشروعات سدود.

 

كما تم توقيع اتفاقية رابعة تتعلق بالشراكة في الاستثمار الزراعي بين وزارة الزراعة في المملكة ووزارة الموارد المائية والكهرباء في السودان، في مشروع أعالي عطبرة الزراعي.

 

الجنائية الدولية تتجنب العلاقة

 

كانت المحكمة الجنائية الدولية قد طالبت الهند باعتقال الرئيس السوداني الذي وصل إلى نيودلهي للمشاركة في القمة الأفريقية الهندية التي عقدت الخميس الماضي.

 

وجاء طلب المحكمة الجنائية نقلاً عن شاميلا باتوهي، كبيرة مستشاري المدعية العامة للمحكمة، مع أن الهند سحبت توقيعها على ميثاق روما المؤسس للمحكمة.

 

كما طالبت ” فاتو بنسودا” ، المدعية العامة للمحكمة الدولية في وقت سابق، الدول الموقعة على معاهدة “روما” بالتعاون مع المحكمة للقبض على البشير، علماً أن الهند من المعترضين على الاتفاقية إلى جانب السعودية.

 

وبعد وصول البشير إلى الرياض، لم يصدر من المحكمة الدولية أي مطالب من هذا النوع، وقد غادر البشير المملكة بعد محادثاته مع المسؤولين السعوديين.

 

ويرى مراقبون أن تقارب السودان مع الخليج، وبالأخص السعودية، يشكل نقطة قوة ودعم قد تؤدي إلى خطوات لإعادة المحكمة الدولية النظر بقضية توقيف البشير. كما تبعد الخرطوم عن طرق أبواب طهران مجدداً كداعم، وتغلق بابها نحو أي نية إيرانية بالتوسع أفريقياً .

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.