السعودية تتجه لتعزيز تحالفاتها في القرن الإفريقي

السعودية تتجه لتعزيز تحالفاتها في القرن الإفريقي

وكالة الإعلام العربي

شارك

المتغيرات المتسارعة والحثيثة التي تحدث في المنطقة العربية، فرضت على الأطراف المتصارعة سرعة تشكيل تحالفات والعمل على تحقيق توازن سياسي واستراتيجي لتضييق الخناق على التمدد الإيراني.

 

 

المملكة العربية السعوية لم تغفل ملف التحالفات عربياً وأفريقياً، ومن ثم فقد سعت إلى بناء علاقات دبلوماسية على أعلى المستويات مع دول القرن الأفريقي، وخاصةً المطلة على البحر الأحمر.

 

 

علاقات سياسية وأمنية

 

 

 

والأحد الماضي، استقبلت السعودية رئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل جيله، حيث تم الاحتفاء به بمراسم ملكية، أعقبها لقاءات ومباحثات على مستويات عدة؛ سياسية واقتصادية وعسكرية.

 

 

 

مراقبون ذهبوا إلى أن زيارة رئيس جيبوتي عززت العلاقات العسكرية بين الطرفين، والحرص على تحقيق استقرار ووحدة المنطقة، وأكد ذلك تصريح السفير الجيبوتي بالرياض، ضياء الدين باخرمه، حيث قال: إن “سقف التعاون بين البلدين لا حد له في مختلف المجالات، وإذا احتاجت السعودية في أي مرحلة من المراحل أي تنسيق فدولة جيبوتي حاضرة”.

 

 

 

وفي السياق، ترددت أنباء عن إنشاء السعودية في جيبوتي قاعدة عسكرية للحصول على تسهيلات واسعة بهدف تقديم الدعم العسكري لقوات التحالف العربي في عملياته باليمن، بالإضافة إلى اتخاذ ميناء جيبوتي مقراً لإرسال الإمدادات العسكرية والإنسانية والاقتصادية عبر البحر إلى ميناء عدن، وموانئ الجنوب اليمني.

 

 

 

تصريحات السفير الجيبوتي حملت دلالات تؤكد أن التعاون بين البلدين ليس له سقف محدد، إذ “لا يوجد حد لمدى التعاون بين جيبوتي والسعودية، ولم ولن تدخر جيبوتي أي جهد في سبيل حماية المصالح المشتركة”.

 

 

 

وصرح العميد ركن أحمد العسيري، في حديث للعربية نت: “التحالف مهتم بتأمين الملاحة البحرية الدولية في مضيق باب المندب، ومنع عمليات التهريب باتجاه الأراضي اليمنية”.

 

 

إثيوبيا واستقبالها المخلوع

 

 

 

لم تتوقف مساعي السعودية في تعميق علاقاتها بدول القرن الإفريقي عند جيبوتي فحسب، بل استقبل العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الأربعاء الماضي، في مكتبه بقصر اليمامة، رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام دسالني.

 

 

 

وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) أشارت إلى أن الرياض تسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بهدف إحداث توازن استرتيجي في المنطقة.

 

 

 

وتنوعت مباحثات الطرفين في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بالإضافة للمجال الزراعي، وتعزيز التبادل التجاري بينهما، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة.

 

 

 

ويبدو أن المساعي السعودية آتت ثمارها سريعاً فيما يتعلق بالملف اليمني، حيث أبلغت الرياض “دسالني” رفضها فكرة لجوء الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح إلى إثيوبيا، وأكدت أن مصيره يقرره الشعب اليمني وسلطته الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي، ومن ثم فقد ألغت إثيوبيا فكرة لجوء صالح إليها حال طلبه ذلك.

 

 

 

إريتريا تدعم الرياض

 

 

 

وفي إبريل/ نيسان الماضي، كشفت مصادر دبلوماسية عن توصل السعودية مع إريتريا إلى اتفاق تعاون عسكري وأمني واقتصادي “لمحاربة الإرهاب والتجارة غير المشروعة والقرصنة في مياه البحر الأحمر، وعدم السماح لأي تدخلات أجنبية في الشأن اليمني”، وذلك خلال زيارة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إلى السعودية.

 

 

 

خبراء ومحللون أكدوا أن خطوات الرياض جاءت إثر أنباء عن استقبال إريتريا لقوات وبارجات إيرانية في موانئها لتعزيز موقف الحوثيين ودعمهم في شن مزيد من الهجمات ضد السعودية.

 

 

 

كذلك أشارت مصادر إلى أن طائرات عمودية (هليوكوبتر) سعودية عبرت الأجواء الجيبوتية قادمة من الأجواء الإريترية بالتزامن مع زيارة الرئيس الإريتري للرياض، حيث تفقدت تلك الطائرات ميناءي عصب ومصوع وعدة جزر إريترية متاخمة لليمن.

 

 

 

ويستبعد المراقبون حسم التحالف العربي معركته في اليمن بحراً دون مساعدة دول جنوب البحر الأحمر في القرن الإفريقي، وعليه؛ فإن المساعي السعودية تصب جميعها لمصلحة التحالف وإحداث هذا النوع من التوازن الأمني والعسكري في المنطقة.

 

 

السودان تعزز شوكة التحالف

 

 

 

السودان جاءت على رأس دول أفريقيا في تعزيز علاقتها بالرياض، وتعزيز التحالف في اليمن، حيث أكدت مشاركتها بإرسال عدد من جنودها إلى اليمن، عقب تفاهمات بين الرياض والخرطوم، أدت إلى تقليص السودان تعاونها العسكري والسياسي مع طهران.

 

 

 

مراقبون للتحركات السعودية خلال الفترة الأخيرة رأوا أن علاقات دبلوماسية قامت بها الرياض مع دول القرن الأفريقي، ومن ثم فإنها تعزز من الأمن الإقليمي والبحري في باب المندب، والحد من عمليات القرصنة وتحرك وتنقل المجموعات الإرهابية عبر البحار، بالإضافة إلى السيطرة على عمليات تهريب السلاح إلى اليمن أو مناطق الصراع في الشرق الأوسط.

 

 

 

ووفق مصادر أفريقية، فإن الرياض ستشهد زيارات رسمية صومالية وتشادية، تأتي ضمن السياق ذاته، الذي تسعى من خلاله السعودية لتعزيز علاقاتها مع دول القارة السمراء.

 

 

 

مراقبون رأوا أن المساعي الحثيثة التي اتبعتها الرياض مؤخراً تتخطى السياسة التقليدية المحصورة في دول الشرق الأوسط، والتي حملت أبعاداً سياسية وأمنية، جاءت لتقويض التمدد الإيراني الذي ذاع صيته في 4 عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، إلا أن جميعها تعاني مشكلات اقتصادية وطائفية، ومن ثم فإن الرياض تسعى إلى إيجاد علاقات مع عواصم أكثر استقراراً لتضييق الخناق على التمدد الإيراني.

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.