حسن مشهور : الصحوة قادمة

حسن مشهور : الصحوة قادمة

شارك

المراقب للتحركات الأخيرة على الساحة الاجتماعية السعودية لأفراد عُرفوا منذ القدم بانتمائهم للتيار الصحوي، يعطينا مؤشرا عن ارتفاع نسبة التفاؤل في أحلام هؤلاء الحركيين بالعودة للصدارة والتسيد على مؤسسات المجتمع السعودي وإعلان الوصاية على مكونه البشري.

ولنتذكر ماحدث في الفترة الماضية حين عمد بعض هؤلاء لاستغلال وضعهم كموظفين رسميين في جهاز الحسبة، لتنفيذ “حملات تفتيشية” على مؤسسات الدولة الرسمية ولنا فيما حدث في نادي الطائف الثقافي والأدبي، وكذلك نادي أبها الأدبي، عظة.

وما جرى بالأمس كذلك في معرض جدة للكتاب، من الفعل غير المتزن والمتمثل في إعلان الوصاية على خيارات الحضور الثقافية ومتابعة تحركاتهم أثناء تجوالهم في أروقة المعرض.

وكأن الحضور من الرجال والنساء هم من أصحاب الفواحش وهذا المكان الذي يعد مصدرا للتثقيف الفكري المعرفي في نظرهم مجرد ماخور لنشر الفساد والانحلال الأخلاقي.
بل إن الأمر يبدو لي قد استفحل لدرجة أن بعض هؤلاء قد تحول باتجاه رأسي مباشر للتناطح مع السلطة وإن كان لم يصرح بذلك بشكل علني.

ولنتذكر تلك الحملة المسعورة التي تشن في المرحلة الحالية عبر الميديا على وزير التعليم الجديد وإنشاء هاشتاقات نشطة يركز محتواها على اتهامه بسماع الغناء وبالانفتاح والتراخي الأخلاقي، في إشارة – خبيثة وخطيرة – منهم إلى أن اختيار السلطة للقيادات التنفيذية التي تمثلها يشوبه خلل ويعكس الصورة الحقيقية لواقع صانع القرار والمتسم في نظرتهم الفاسدة بأنه غير مقبول على الصعيد الديني والأخلاقي والاجتماعي. وهذا أمر خطير يجب الوقوف أمامه بصرامة لكونه يمس السلطة الفعلية للدولة مباشرة.

ولو رجعنا بالذاكرة قليلاً لأدركنا أنه قد جرت قبل ذلك محاولات لجس نبض وردات فعل السلطة ليتم التحرك وفقها واستمرار التصعيد أو خفض درجته، من ذلك حين أطلق محسن العواجي في أحد البرامج التليفزيونية تصريحات مسيئة بحق ملكنا الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى.

وفي تقديري أنه ينبغي هنا أن يأتي دور صانع السياسة لدينا، من أجل إحداث توازن في التحرك على الساحة المجتمعية لكافة التشكيلات والطوائف والاتجاهات الفكرية المكونة للمجتمع، كي لاتستأثر فئة بالساحة وتسعى لتحييد أدوار الفئات الأخرى، وهو الأمر الخطير الذي قد تتولد عنه حالة احتقان داخلي قد تمثل إشكالية لصانع القرار وتعمل على تعقيد الوضع المجتمعي، وتعرقل حالة التنمية المجتمعية بكافة تنوعاتها.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.