الطائرة الروسية المنكوبة.. واستهداف السياحة المصرية

الطائرة الروسية المنكوبة.. واستهداف السياحة المصرية

وكالات

شارك

 

 

قال عضوان في الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن القرار الروسي الذي اتخذه الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، بتعليق الرحلات الجوية إلى مصر سيوجه ضربة قاصمة للسياحة المصرية.

 

وأضاف ناجي العريان، عضو اتحاد الغرف السياحية المصرية لـ”السعودي” أن مصر تستقبل من 2.5 إلى 2.8 مليون سائح روسي في السنة، هذا القرار سيؤثر على السياحة في مصر بشكل كبير.

 

وأكد زميله “علي غنيم، أن مصر ستخسر 250 ألف حجز روسي خلال فترة رأس السنة وأعياد الميلاد، إذا نفذ هذا القرار بالفعل.

 

ولم يكن القرار الروسي وحده هو النذير بانهيار الموسم السياحي في مصر هذا العام في آخر معاقلها مدينة شرم الشيخ أكثر المدن المصرية أمنا وأمانا، بل سبق ذلك حملة إعلامية شرسة قادتها واشنطن ولندن، وتركت وسائل إعلامها-التي تتمتع بثقة عالمية- التصريحات الرسمية سواء من قبل الحكومة المصرية أو الروسية وأفسحت المجال للمصادر المجهولة، أو المصادر التي رفضت عدم ذكر اسمها، أو المصادر القريبة من فرق البحث أو مجموعات التحقيق ولمجموعة من الساسة والمحللين الذين ليس لهم علاقة لا بالطيران، ولا بلجان وفرق البحث والتقصي.

 

عدد من المراقبين عبروا عن دهشتهم حين وجدوا البريطانيين والأمريكيين يتحدثون عن معلومات، يفضلون استخدامها إعلاميًا، بدلًا من تبادلها في إطار مكافحة الإرهاب، ولا يؤكدون إذا كانت هذه المعلومات موجودة بالفعل وأن تصدر تصريحات كهذه من مسؤولين على أعلى مستوى، وليس من خبراء ومهنيين في المجال المعني، فمنذ وقوع كارثة الطائرة، لم يدل أي مسؤول كبير في أي دولة من دول العالم بتصريحات مثيرة، إلا في بريطانيا وأمريكا.

 

شبكة سي.إن.إن الاخبارية نقلت أمس الخميس عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله انه يوجد “احتمال” بأن يكون حادث تحطم طائرة الركاب الروسية في مصر نجم عن قنبلة على متنها، مؤكدا مع ذلك أن الأمر غير أكيد حتى الآن، وقال لإذاعة “كيرو” التابعة لمجموعة “سي بي اس”: “أعتقد أنه هناك احتمال لوجود قنبلة في الطائرة”.

 

وقبل ذلك دفع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، في أول تصريح لأول مسؤول في العالم بهذا الحجم، بفرضية الإرهاب وإمكانية انفجار قنبلة على متن الطائرة المنكوبة.

 

وقال إن “هناك احتمالا قويا بأن يكون تنظيم داعش ضالعا في تحطم الطائرة الروسية”. موضحا أن الاستخبارات البريطانية أخذت بعين الاعتبار ما أعلنه التنظيم عن تبني الهجوم، كما أنها درست معلومات كثيرة أخرى حتى وصلت إلى هذا الاستنتاج

 

وعلى الفور التقط رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كلمات وزير خارجيته المثيرة للجدل، وقال هو الآخر إنه “يرجح وقوع تفجير قنبلة وراء كارثة الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية فرضية ذات مصداقية”. ولكنه عاد ليقول إن “بريطانيا لا يمكن أن تكون على يقين ثابت بأن الهجوم الإرهابي هو الذي أدى إلى كارثة الطائرة الروسية، لكن ما دام احتمال وقوع ذلك كبيرا، كان علينا أن نتصرف بسرعة

 

هذه التصريحات الملتبسة من مسؤولين كبيرين في دولة كبرى، أثارت الكثير من الجدل، خاصة وأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان يقوم بزيارة لبريطانيا تزامنا مع هذه التصريحات.

 

وبدوره دفع “الكرملين” مجددا للتقليل من أهمية الفرضيات التي أعلنتها واشنطن ولندن حول أسباب تحطم الطائرة، بل واعتبر أن أي تصريحات تصدر عن جهات غير مرتبطة بالتحقيق، هي تصريحات غير جديرة بالثقة.

 

وكان من الواضح أن تصريحات الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف هي للرد على تصريحات هاموند الذي سمح لنفسه باستباق نتائج التحقيقات، وأعلن من نفسه خبيرا في مجال سقوط الطائرات هو ورئيس وزرائه

 

وقد تم منح شركات طيران عدة الضوء الأخضر لإرسال طائرات فارغة لضمان عملية الإعادة، فيما حذرت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها من السفر إلى المنطقة بسبب نشاط الجماعات الإرهابية في سيناء. بحسب قولها

 

 

تهديد ارهابي مشترك

 

أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي أن “جميع الروايات حول ما حدث وأسبابه ينبغي أن تصدر عن المحققين، ولم يردنا أي إعلان من المحققين حتى الساعة”، مضيفًا أن “جميع التفسيرات الأخرى ليست إلا تكهنات”.

 

وقال بيسكوف، اليوم الجمعة، إن “قرار روسيا تعليق الرحلات الجوية إلى مصر لا يعني أن تحطم الطائرة الروسية يوم السبت الماضي ناجم عن هجوم إرهابي”، مضيفًا أن “الرحلات ستتوقف لحين الوصول إلى مستوى السلامة المطلوب مع القاهرة”.

 

واستخرج المحققون في القاهرة المعلومات من أحد الصندوقين الأسودين الذي يضم معلومات متعلقة بالرحلة. أما الصندوق الذي يحتوي على حديث الطاقم ولحقت به اضرار، فسيتطلب كثيرًا من العمل.

 

شماتة الأتراك

 

 

وعلى الفور أعرب رئيس اتحاد وكالات السياحة التركية بشران أولوسوي، اليوم الجمعة 6 نوفمبر، عن أمل بلاده بزيادة تدفق السياح الروس بعد تعليق حركة الطيران الجوي مع مصر.

 

وقال رئيس اتحاد وكالات السياحة التركية “إننا نحترم بوتين ونعتقد أن قراره مبرر وواضح، لكننا لا ننوي الفرح لتعاسة الروس في بلد آخر من أجل الاستفادة من هذا الوضع. لكننا دائما سعداء لرؤية أصدقائنا الروس في تركيا لأنها المكان الأكثر راحة وهدوءا بالنسبة لهم. ونتوقع زيادة عدد السياح الروس”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.