شارك

«الأزمات تظهر معادن الرجال، وتكشف العدو من الصديق»، ففي أعقاب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، بادرت بعض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية،  بتقديم مساعدات مالية ضخمة لمصر.. فالرياض لم تتخل عن القاهرة في أصعب اللحظات، وقدمت لها يد العون؛ انطلاقًا من أواصر الأخوة التي تربط بين البلدين، والشعبين الشقيقين.

وقوف المملكة إلى جوار مصر، لم يكن بحثًا عن مصلحة، ولكن منعًا لسقوط الشقيقة الكبرى، بعيدًا عن الأنظمة التي حكمت البلاد، وأكد ذلك خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بأن “السعودية لن تتخلى عن مصر، وأن المملكة ليست مرتبطة بنظام بل مرتبطة ارتباطًا قويًا بالشعب المصري.

وفي التقرير التالي يرصد “السعودي” حجم مساعدات الرياض للقاهرة، عقب 25 يناير 2011، وحتى 30 يونيو 2013، حيث تنوعت المساعدات ما بين دعم الاحتياط النقدي المصري، وأخرى بترولية، وثالثة لدعم البنية التحتية في مصر.

وبلغت المساعدات السعودية وحدها فى ذلك الوقت 3.75 مليار دولار، وقدمت على عدة مراحل بدأت بـ500 مليون دولار، خصصت لدعم الموازنة، و500 مليون دولار أخرى فى هيئة مساعدات بترولية، وصلت إلى ألف طن، تمثلت فى غاز البترول المسال، بالإضافة إلى تأمين احتياجات مصر من البنزين لسد احتياجات محطات الوقود والكهرباء فى ذلك الوقت.

ثم توقفت المساعدات السعودية، ونقل باقى المبلغ مع تولي الإخوان الحكم نتيجة محاولاتهم زعزعة استقرار دول الخليج، ونقل ما يسمى بثورات الربيع إليها، بجانب التصريحات العدائية لقيادات الإخوان ضد السعودية وقادتها.

ولكن المملكة لم تتوقف عن دعم المؤسسة العسكرية المصرية، فدعمت الجيش المصري ماليًا؛ لشراء أسلحة متنوعة، على رأسها حاملة الطائرات “ميسترال”، وعدد من صفقات الطائرات الأخرى.

ومع تغير الحال بعد ثورة 30 يونيو، قدمت السعودية لمصر 5 مليارات دولار، ودعمت القاهرة باحتياجاتها الكاملة من البنزين بما قيمته مليار دولار، بجانب زيادة الاستثمارات السعودية فى مصر، والتي وصلت- بحسب مجلس التعاون المصري السعودي- إلى 30 مليار دولار، وتمثلت فى استثمارات وتطوير البنية التحتية.

ووفقا لمصادر مصرية رفيعة أكدت لــ”السعودي”، أن السعودية قادت ضغوطًا خليجية كبيرة على الغرب؛ للاعتراف بثورة 30 يونيو، وشدد الملك عبد الله- فى ذلك الوقت- على دعم الاقتصاد المصري وأن مصر لن تكون بحاجة للغرب، وقام بزيارة خاطفة إلى القاهرة؛ لدعم الرئيس السيسي.

وواصل الملك سلمان السير على نهج سلفه عبد الله، ودعم الاقتصاد المصري، وتأمين احتياجات مصر من البترول لمدة 5 سنوات قادمة، وذلك أثناء زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودية والنائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء لمصر.

تجاوز الأزمة الاقتصادية

الخبير الاقتصادي، الدكتور مختار شريف، قال لـ”السعودي”: لولا المساعدات السعودية والخليجية لمصر لانهار الاقتصاد المصري منذ فترة، وأن دعم الرياض وبعض دول الخليج جعل القاهرة تتجاوز أزمتها الاقتصادية الطاحنة بعد 30 يونيو، لافتًا إلى أن هذه المساعدات أدت إلى زيادة في الاحتياطي النقدي الأجنبي بالبنك المركز المصري.

وأكد “شريف” على أن المساعدت الخليجية والسعودية لمصر، وتأمين الرياض لاحتياجات القاهرة البترولية خلال السنوات الخمس المقبلة، سيؤدي إلى نمو الاقتصاد المصري، ولو ببطء، وابتعاده عن دائرة الخطر، كما أن مصر لن تواجه مشكلة في الكهرباء صيفًا، مثلما كان في السابق.

تأكيد العلاقات بين البلدين

فيما قال الدكتور عبد القادر عمرو، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية لـ”السعودي”، إن المساعدات الخليجية لمصر، وخاصة السعودية تأكيد على العلاقات الوطيدة بين البلدين، مشددًا على أن مساعدات المملكة منذ 25 يناير وحتى الآن “ساهمت فى تحسين الاقتصاد المصري، خاصة أن الميزان التجاري لمصر تأثر بالسلب بعد ثورة 25 من يناير، بسبب تراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي، نتيجة الفوضى والاضطرابات، التي أثرت على حركة السياحة”.

كما شدد “عمرو” على زيادة ثقة رجال الأعمال السعوديين في النظام المصري بعد رحيل الحكم الإخواني، عقب ثورة 30 يونيو، مؤكدًا أن التوقعات تشير إلى زيادة الاحتياطي النقدي خلال الفترة القادمة- برغم صعوبات التى تواجهه السياحة المصرية- بفضل زيادة الاستثمارات السعودية في مصر.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.