شارك

عقد وفد المعارضة السورية في جنيف بعد ظهر الاثنين اجتماعا رسميا مع موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، من دون أن يعطي موافقته على البدء بمفاوضات غير مباشرة مع ممثلي النظام، بانتظار الحصول على بعض الضمانات للمدنيين السوريين.

وترفض الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية حتى الآن الدخول في صلب المحادثات مع وفد النظام السوري قبل تلبية مطالبها الإنسانية المتعلقة بإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين وإطلاق المعتقلين.

وسبق لدي ميستورا، أن التقى وفد النظام السوري الجمعة في مقر الأمم المتحدة في جنيف.

والتقى وفد المعارضة السورية دي ميستورا، الأحد بشكل غير رسمي في أحد فنادق جنيف، وكرر مطالبته تطبيق الإجراءات الإنسانية التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2254 قبل الدخول في المفاوضات.

وأفاد مصدر دبلوماسي أن المطلب الأكثر “قابلية للتحقيق” يتعلق بإطلاق سراح آلاف المعتقلين في سجون النظام السوري.

وفي تأكيد على فداحة الأوضاع الإنسانية في الكثير من المناطق السورية، أعلنت الأمم المتحدة في تقرير الأحد أن ثمانية أشخاص توفوا خلال شهر يناير جراء النقص في الرعاية الطبية اللازمة في مدينة معضمية الشام التي تخضع لحصار قوات النظام السوري جنوب غرب دمشق.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن بينهم أطفالا من دون تحديد عددهم. وأضاف “يواجه السكان تدهورا حادا في الوضع الإنساني خلال الأشهر الأخيرة بسبب زيادة القيود المفروضة على الوصول إليهم، خصوصا في ما يتعلق بالغذاء والرعاية الطبية”.

والمعروف أن النظام السوري والسلطات الروسية تعتبر تنظيم جيش الإسلام السلفي إرهابيا.

ووافق وفد المعارضة على الالتقاء بدي ميستورا، بعد أن تلقى “ضمانات” من “أصدقائه” في المجتمع الدولي، وبعد الحصول على “رد إيجابي من موفد الأمم المتحدة” دي ميستورا حسب ما قال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط.

وأفاد مصدر دبلوماسي أن دي ميستورا “قدم إليهم اقتراحا” خلال زيارة المجاملة التي قام بها للقاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات في أحد فنادق جنيف الأحد. ولم يكشف عن ماهية الاقتراح.

وحسب المصدر نفسه فإن وفد المعارضة حذر جدا إزاء مواقف النظام وحتى مواقف الأمم المتحدة ويريد “أن تكون الأمور ملموسة وواضحة”.

مجرمي الحرب

وكان دي ميستورا ارجأ اجتماعه مع وفد النظام الذي كان مقررا قبل ظهر الاثنين إلى قبل ظهر الثلاثاء.

ومن مسقط رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ببدء المحادثات في جنيف “التي طال انتظارها كثيرا”.

وتأمل الأمم المتحدة إقامة حوار غير مباشر بين الطرفين يمكن أن يمتد إلى ستة أشهر وهي المهلة التي سبق وأن حددتها الأمم المتحدة لتشكيل سلطة انتقالية تنظم انتخابات في منتصف العام 2017.

وحرص المفوض الأعلى لحقوق الإنسان الأمير زيد رعد الحسين على التأكيد أن هذه المحادثات يجب ألا تتيح إفلات مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية من العقاب.

وقال في هذا الصدد “نأمل بأن يقوم الوسطاء خلال هذه المفاوضات بالتشديد على هذه النقطة لدى طرفي النزاع”.

وكانت عملية الحوار هذه انطلقت في نوفمبر الماضي بمشاركة القوى الغربية وروسيا ودول عربية وإيران وتركيا. وينشط دبلوماسيون من هذه الدول خلف الكواليس للدفع باتجاه انجاح هذه المحادثات.

وفي هذا الإطار من المتوقع أن يعقد الاثنين لقاء في جنيف بين آن باترسون، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وموفد الولايات المتحدة لسوريا مايكل راتني من جهة، ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف من جهة ثانية.

وتلتقي الدول المشاركة في الحرب على تنظيم داعش الثلاثاء في روما بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري على أن يتم التطرق إلى الأزمة السورية.

كما من المقرر أن يعقد مؤتمر للمانحين الدوليين الخميس في لندن في محاولة لجمع الأموال اللازمة لمساعدة 13.5 مليون شخص يعيشون في ضائقة شديدة، إضافة إلى أكثر من أربعة ملايين لاجئ في الدول المجاورة لسوريا.

وكانت الأمم المتحدة ووكالاتها طالبت العام الماضي بمبلغ 8.4 مليارات دولار لسوريا إلا أنها لم تحصل سوى على 3.3 مليارات دولار.

محمد علوش

أكد المسؤول في مجموعة جيش الإسلام المسلحة المعارضة محمد علوش، والذي يتسلم منصب كبير المفاوضين في المحادثات مع النظام السوري، أنه وصل عصر الاثنين إلى جنيف.

وعلوش عضو في المكتب السياسي لمجموعة جيش الإسلام المعارضة المسلحة السلفية الاتجاه والمدعومة بشكل خاص من السعودية. وكان عين كبير المفاوضين من قبل الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة تمهيدا للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع النظام.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.