شارك

لا أفضل أن أطلق عليها المملكة العربية السعودية، ولكن من الأفضل أن نعود إلى اسمها الأصلي وهو الجزيرة العربية، هكذا يقول محمد النمر، نجل الشيخ السعودي المعارض نمر النمر، في حوار له مع مجلة “سالون” الأمريكية، موضحا أن إسم السعودية قد أطلق عليها من قبل الأسرة الحاكمة في المملكة في الثلاثينات من القرن الماضي.

الحوار يأتي على هامش مؤتمر عقد مؤخرا في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تناول عدة تساؤلات حول العلاقات الوثيقة التي تجمع بين الولايات المتحدة والمملكة في ضوء انتقادات كبيرة توجهها بين الحين والأخر العديد من المنظمات الدولية والحقوقية، خاصة فيما يدور حول قضايا حقوق الإنسان وكذلك التعامل مع المعارضة السياسية في الداخل السعودي.

بين سوريا والسعودية

يقول النمر الصغير، في حواره مع المجلة الأمريكية أنه ولد في المنفى حاله في ذلك حال غالبية النشطاء السياسيين، حيث أنه خرج إلى الدنيا في العاصمة السورية دمشق، في عام 1987، حيث عاش بها حتى 1993، لينتقل بعد ذلك إلى السعودية بصحبة أسرته، موضحا أنه خلال فترة شبابه انتقل مرات عديدة بين سوريا والمملكة.

وأضاف نجل المعارض السعودي الموالي لإيران، والذي تم إعدامه في بداية العام على خلفية اشتراكه في أعمال عنف خلال التظاهرات التي شهدتها المنطقة الشرقية بالمملكة، أنه قضى أوقاتا رائعة في سوريا على عكس الفترات التي قضاها في المملكة العربية السعودية، موضحا أن كلتا البلدين يقفان على طرفي النقيض من خلال التجربة التي عاشها هناك.

علمانية صارمة

وزعم محمد النمر أن النظام السوري يتسم بعلمانية صارمة، تقوم على احترام حقوق الأقليات الدينية، على عكس السياسات التي تتبناها الأسرة الحاكمة في السعودية، والتي تمارس العديد من السياسات التمييزية، حتى النساء السوريات فليس من المستغرب أن يرتدين البكيني على الشواطئ، في حين تبقى المرأة السعودية تعاني كثيرا من حرمانها من العديد من الحقوق.

واستطرد الشاب السعودي المعارض أن المسيحيين واليهود ومختلف طوائف المسلمين بل والملحدون أيضا يعيشون جنبا إلى جنب في سوريا، ويستطيعون جميعا ممارسة عقائدهم الدينية في أي مكان، بينما هو عانى، كمسلم شيعي، من الخوف لفترات طويلة من الصلاة في المساجد داخل المملكة من جراء غضب السلطات أو المسلمين السنة المتطرفين في الداخل السعودي، بحسب زعمه.

الكتابة بديلا للكلام

وأشار الشاب السعودي إلى معاناة والده، موضحا أنه في عام 2006، قامت السلطات السعودية بالقبض عليه وإجباره على التوقيع على تعهد من شأنه أن يمتنع عن الحديث في الأماكن العامه، وبالفعل قام والده بالتوقيع على هذا التعهد، ولكنه قرر أن يستبدل لسانه بالقلم، فاتجه نحو الكتابة بديلا للكلام، موضحا أن فلسفة والده هي “إذا كانوا لا يريدون لنا الحديث فيمكننا الكتابة.”

وأضاف أن والده بالفعل لم يتحدث عن العديد من المظالم التي يعاني منها المواطنين الشيعة بالمملكة، وظل صامتا لمده سنتين، حتى وقوع سلسلة من الحوادث العنيفة التي استهدفت مواقع دينية، والتي نظر إليها من قبل السلطات باعتبارها رموزا للوثنية، مدعيا أن المملكة انتهجت نفس النهج الذي تتبناه داعش وقامت بتدمير تلك المواقع رغم طبيعتها الأثرية.

الانفصال عن المملكة

ورغم بشاعة الحادث، هكذا يقول النمر، لم يقدم أحد للمحاكمة، وهو ما دفع عدد من المواطنين الشيعة للتظاهر احتجاجا على ما أسماه الحصانة التي يمنحها النظام لمرتكبي العنف الطائفي، وهو الأمر الذي دفع والده لكسر صمته وحيث ألقى خطبه في عام 2008 وجه خلالها انتقادات حادة للنظام الحاكم في المملكة.

واعترف الشاب السعودي بأن والده قد أثار في خطابه فكرة الانفصال عن المملكة، موضحا أنه أكد على أن الفكرة ستكون قائمة إذا ما لم تستطيع السلطات السعودية التعامل بعدالة مع مواطني المملكة من الشيعة، والذين يقطن أغلبهم بالمنطقة الشرقية، مدعيا أن السلطات السعودية أخرجت تلك التصريحات عن سياقها واتهمت والده بالتحريض على العنف والانفصال عن المملكة.

دعوى التعذيب

تناول الشاب السعودي كذلك، في حواره مع المجلة الأمريكية، التظاهرات التي شهدتها المنطقة الشرقية في عام 2011، موضحا أن تلك التظاهرات كانت بمثابة فرصة للنظام من أجل اتهام رموز المعارضة باتهامات كثيرة يدور معظمها حول التجسس لصالح إيران. وأضاف أن والده في تلك الفترة دعا في خطبه من أجل مواصلة الاحتجاجات بطريقة سلمية.

وأضاف أن الشيخ النمر قد أصيب خلال احدى التظاهرات برصاصة في قدمه، وعلى أثرها قامت السلطات السعودية بالقبض عليه، موضحا أنه تعرض للتعذيب مما دفعه للدخول في إضراب عن الطعام، احتجاجا على المعاناة التي كان يشهدها داخل السجن، حتى حكم عليه بالإعدام بعد ذلك، والذي نفذ في يناير الماضي.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.