شارك

كان يعرف بـ”المايسترو”، حيث كانت كلماته تحدد مصير تجار النفط حول العالم، وتحرك الأسواق، بل وكان بمثابة مهندس السياسات النفطية التي تتبناها منظمة الأوبك، من بينها تلك السياسات التي أدت إلى الانخفاض الكبير في أسعار النفط خلال الأشهر الماضية، هكذا وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” وزير النفط السعودي السابق علي النعيمي.

وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة أن النعيمي قد تم اعفاؤه من منصبه، ربما كجزء من سياسات العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي تهدف في الأساس إلى تحديث النهج الاقتصادي الذي تتبناه المملكة على المدى الطويل، ليحل محله خالد الفالح، والذي يعد أحد أكبر داعمي الأجندة السعودية الجديدة في مجال النفط، وسوف يتركز دوره على تقليل اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط، والاتجاه نحو تنويع مصادره.

خطوة رمزية

إلا أن خطوة إعفاء النعيمي، والذي بقى في منصبه حوالي عقدين من الزمان، تبدو خطوة رمزية إلى حد كبير، هكذا قالت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها اليوم الاثنين، حيث أن خبراء الطاقة والاقتصاد يرون ان التحول في النهج الاقتصادي الذي تتبناه السعودية لن يكون سهلا أو سريعا، خاصه أن التحول المباشر في السياسات الاقتصادية دائما ما يكون بمثابة الأمر الاستثنائي في سياسات المملكة، والتي اعتمدت على النفط لعقود طويلة من الزمن.

ولعل الدليل على ذلك، بحسب “نيويورك تايمز”، يتمثل في التصريحات التي أدلى بها الفالح بعد توليه منصبه الجديد، قائلا إن المملكة ستواصل سياساتها للحفاظ على دورها في أسواق الطاقة العالمية، وكذلك الحفاظ على موقعها باعتبارها أكبر مورد للنفط يمكن الاعتماد عليه في العالمي.

شكوك كبيرة

واستطردت الصحيفة أن هذه التصريحات تعكس نية السعودية ضخ مزيد من النفط في الأسواق خلال المرحلة المقبلة، وذلك لضمان استمرار انخفاض أسعار النفط الأمريكي خلال فصل الصيف، وهو الأمر الذي ربما يمتد لحوالي سنة، وبالتالي تقويض منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة للحفاظ على حصة المملكة في سوق النفط العالمي.

وعلى الرغم من التغيير الكبير الذي شهدته الحكومة السعودية مؤخرا، فإنه مازالت هناك شكوك كبيرة في الداخل السعودي تدور حول كفاية هذه التغييرات من أجل تحقيق الاصلاح الاقتصادي المنشود الذي سبق وأن وعد به العاهل السعودي، والتي يقوم عليه نجله الأمير محمد بن سلمان، هكذا تقول الصحيفة في تقريرها، والذي يهدف للحد من الاعتماد على السلعة الاستراتيجية الهامة في المستقبل، في ظل تقلباتها الكبيرة في الآونة الأخيرة.

مسؤول عالمي

وأضافت “نيويورك تايمز” أن خروج النعيمي من الحكومة السعودية هو جزء من تغيير وزاري كبير ربما يأتي في إطار خطة المملكة لإعادة هيكلة الحكومة، بهدف تنويع المصادر الاقتصادية، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين بالمملكة، موضحة أن الوزير الجديد كان أحد واضعي خطة الإصلاح التي أعلنت عنها الحكومة السعودية في أواخر الشهر الماضي.

وأضافت الصحيفة أن العديد من مسئولي شركات النفط والمحللين العالميين وصفوا الفالح بأنه أحد أكثر المسؤولين تطورا وعالمية في مجال النفط في العالم، حيث توقعوا أن يكون داعما للارتفاع التدريجي في أسعار النفط خلال المرحلة المقبلة، موضحين أنه سوف يسعى لخفض الاستهلاك المحلي المسرف للنفط في الداخل السعودي، مما يفتح الباب امام زيادة الصادرات النفطية السعودية خلال السنوات القادمة، وهو أحد أهداف المملكة.

ولعل الانقسام الكبير الذي تشهده منظمة الأوبك في المرحلة الراهنة، سوف يكون الشغل الشاغل للوزير السعودي الجديد، بحسب الصحيفة الأمريكية، حيث أن عددا من دول المنظمة تسعى لخفض الانتاج من أجل رفع الأسعار، وعلى رأسها الجزائر وفنزويلا، في حين دول الخليج الثرية لا تسعى لذلك من أجل الحفاظ على حصتها النفطية في السوق العالمي.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.