شارك

يبدو أن مخاوف تنظيم القاعدة من ممارسات تنظيم “داعش” لم تكن وليدة اللحظة، ولكنها بدأت منذ ما قبل مقتل أسامة بن لادن، بحسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، وهو الأمر الذي بدا واضحا في الخطابات التي أرسلها بن لادن للعديد من أنصاره من رجال التنظيم المتطرف خلال السنوات الأخيرة من حياته.

وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة أن زعيم القاعدة السابق كان مهموما في خطاباته بكيفية الحفاظ على التنظيم من مخاطر التفكك في ظل الممارسات الوحشية التي ترتكبها بعض الجماعات الموالية للتنظيم، في ذلك الوقت، وعلى رأسها تنظيم القاعدة في العراق، والذي أصبح بعد ذلك داعش، وهو ما يعني أن بن لادن كان مسيطرا على مجريات الأمور في التنظيم حتى وفاته على عكس ما روجته الولايات المتحدة في أعقاب قيامها بقتله.

داعش والقاعدة

الزعيم التاريخي للقاعدة، أسامة بن لادن، حذر في خطاباته الأخيرة من التداعيات السلبية المترتبة على النهج الوحشي الذي يتبناه تنظيم القاعدة في العراق، مشددا على خطورة السيطرة على مزيد من الأراضي، وهو الأمر الذي قد يخرج عن سيطرة الميليشيات المسلحة، كما أعلن كذلك رفضه الكامل لفكرة التعجل في إعلان عودة الخلافة الإسلامية، بالإضافة إلى نشر صور أسرى التنظيم بعد قطع رؤوسهم من قبل الميليشيات المتطرفة.

يقول أحد كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية أن الخلافات بين داعش والقاعدة ربما تتجلى بوضوح في الخطابات التي كان قد أرسلها بن لادن لتابعيه قبيل مقتله، حيث أعرب فيها الزعيم السابق للتنظيم المتطرف عن رفضه للأساليب التي يتبناها داعش، حيث حذر رجاله من الفشل إذا ما اتجهوا لاتباع نفس النهج.

إيران.. ممنوع الاقتراب

وأضافت “واشنطن بوست” أن بن لادن كان على ما يبدو قادرا على التنبؤ بالمستقبل، حيث أن عدة نكسات كبيرة لاحقت التنظيم خلال الأشهر الماضية، ولكن بالرغم من ذلك لا يمكن تجاهل حقيقة أن داعش استطاعت أن تطغى بصورة كبيرة على القاعدة في عالم التنظيمات الجهادية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن خطابا أخر لزعيم القاعدة السابق، قام فيه بتوبيخ أحد تابعيه من جراء إقدامه على إطلاق تهديدات باستهداف إيران، حيث أكد بن لادن أن الدولة الفارسية “هي بمثابة الشريان الرئيسي بالنسبة لنا، والذي نحصل منه على المال والدعم البشري، وكذلك وسائل الاتصالات.”

شراكة حذرة

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن أفرادا من عائلة بن لادن تم الإعلان عن وضعهم تحت الإقامة الجبرية في طهران لسنوات طويلة، ولكن بقت هناك حالة من الغموض وراء وجودهم هناك لسنوات طويلة وهو الأمر الذي أثار شكوكا حول وجود شراكة حذرة بين طهران والقاعدة، وهو الأمر الذي نفاه عدد من مسئولي الاستخبارات الأمريكية، حيث أكدوا أنه لا يوجد دليل رسمي على ذلك.

وأوضحت الصحيفة أن معظم الرسائل التي تم الكشف عنها مؤخرا بواسطة مسئولي الاستخبارات الأمريكية قد كتبت بين عامي 2009 و2011، إلا أن هناك عدد قليل من الرسائل قد قام الزعيم التاريخي للقاعدة بكتابته قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر في عام 2011 إبان وجوده في دولة السودان في منتصف التسعينات من القرن الماضي، وذلك قبل انتقاله للعيش في أفغانستان.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.