شارك

تبقى السياحة هي أحد الحلول المتاحة أمام السعودية؛ للخروج من أزمتها الناجمة عن انهيار أسعار النفط العالمية، خاصة وأن خطة المملكة لتحقيق الإصلاح الاقتصادي تقوم في الأساس على عدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للاقتصاد والسعي نحو إيجاد مصادر بديلة، بحسب “بي بي سي”.

وذكر الموقع الإخباري البريطاني، في تقرير له اليوم الأربعاء، أن السياحة ربما تكون أحد المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في إطار الخطة السعودية الجديدة، والتي تحمل عنوان “رؤية المملكة 2030″، ولعل الجانب الأهم في هذا الصدد يتمثل في تطوير السياحة الدينية، وهو الأمر الذي ربما دفع السلطات لاتخاذ إجراءات من شأنها تخفيف القيود المفروضة على الراغبين في السفر إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

إلا أن الأمر لا يقتصر على ذلك، إذ تسعى المملكة إلى تمديد إقامة المعتمرين والحجاج؛ حتى يمكنهم زيارة المقاصد السياحية غير الدينية، والتي تزخر بها السعودية، ولكن ربما تحتاج لقدر من الاهتمام. بحسب “بي بي سي” الناطق بالإنجليزية.

وأضاف أن السياحة الدينية تمثل حوالي 2.7% من إجمالي الناتج القومي في المملكة، أي ما يعادل حوالي 12 مليار دولار، موضحا أن الحجاج والمعتمرين يمثلون النسبة الأكبر من زوار السعودية، إلا أن السلطات تسعى لرفع عائداتها من قطاع السياحة إلى حوالي 20 مليار دولار خلال أربع سنوات.

وأوضح الموقع البارز أن أعداد الحجاج والمعتمرين سوف يصل إلى حوالي 15 مليون في عام 2020، بينما من المتوقع أن يجاوز الـ30 مليون في عام 2030، وبالتالي فإن السلطات ربما تسعى لاستغلال هذا العدد المتنامي لإحياء قطاعات سياحية غير نشطة، من خلال تشجيعهم على زيارة المقاصد غير الدينية، لكن هذا الأمر يتطلب تخفيف القيود التي تخضع لها تأشيرات الدخول، والتي تتعلق بأماكن ومواعيد التنقل في الأراضي السعودية.

يقول رئيس الهيئة العامة للسياحة، الأمير سلطان بن سلمان أن الحكومة تسمح للحجاج والمعتمرين بزيارة المناطق القريبة من الأماكن المقدسة، مثل مدائن صالح، والتي تقع بالقرب من المدينة المنورة، وذلك بعد أداء المناسك، إلا أن المملكة يوجد بها مناطق أخرى يتم العمل على التشجيع على زيارتها.

وفي إطار الخطة لتشجيع السياحة غير الدينية، يقول الموقع الإخباري إن الحكومة السعودية تتبنى برنامجا لتنمية البنية الأساسية داخل المملكة، من خلال إنشاء خطوط سكك حديدية تربط بين مكة والمدينة بالمراكز الحضرية الأخرى، كما أن السلطات تعكف حاليا على إنشاء بعض المتاحف الجاذبة للسائحين من بينها متحفا للفن الحجري.

واستطرد “بي بي سي” أن هناك العديد من المناطق داخل المملكة والتي يمكنها جذب عشرات السائحين، من بينها نجران والشواميس وجبة، موضحا أن أربعة مواقع أثرية سعودية، تضعها منظمة “اليونيسكو”، بين مناطق التراث العالمي، في حين أن هناك مواقع أخرى مازالت تحت الدراسة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.