شارك

الحل ربما يكمن في إنهاء الاعتماد على النفط في السعودية وبناء اقتصاد ديناميكي يتوافق مع قواعد القرن 21، في ظل تحديات كبيرة تواجهها المملكة ليس فقط على المستوى الاقتصادي، ولكن سياسيًا، وإقليميًا، ودوليًا. هكذا استهلت مجلة “تايم”، تقريرها.

وذكرت المجلة الأمريكية البارزة أن اللحظة الراهنة التي تعيشها السعودية تبدو حرجة إلى حد كبير، مشيرة إلى أن انخفاض أسعار النفط خلال الأشهر الماضية دفع إلى عجز الموازنة بشكل غير مسبوق، مما اضطر الحكومة إلى استنفاذ جزء كبير من احتياطاتها النقدية، إضافة إلى مجموعة من التهديدات الإقليمية الأخرى تتمثل في صعود إيران، وابتعاد حلفاء المملكة التقليديين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

متطلبات القرن

السعوديون في ظل الظروف الراهنة يحتاجون إلى إصلاح اقتصادي شامل، هكذا تقول “تايم”، في ظل استبعاد عودة أسعار النفط إلى سابق عهدها، وبالتالي فإنه على المملكة أن تتجه نحو انهاء اعتمادها على عائدات النفط بشكل كامل، وبناء اقتصاد متنوع خلال المرحلة المقبلة يتواكب مع متطلبات القرن 21، لافتة إلى أن المسار الحالي لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة.

لهذا السبب- تقول “تايم”- أطلقت المملكة خطتها الاقتصادية، والتي تحمل عنوان “رؤية 2030″، حيث يقودها نائب ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لافتة إلى أن اخطة تهدف إلى تقليل معدل البطالة بين الشباب السعودي، وكذلك وضع مزيد من السيدات في سوق العمل، ومضاعفة الصادرات غير النفطية خلال المرحلة المقبلة.

خطة تستحق الدعم

وأضافت المجلة المهتمة بالشؤون الدولية، أن هذه الخطة هي التي ربما تحتاجها المملكة رغم وجود العديد من التحديات ونقاط الضعف التي سوف تواجهها الحكومة خلال تنفيذها، ولكنها ربما تستحق دعم السعوديين والأجانب على حد سواء، موضحة في الوقت نفسه أن تلك الخطة ربما لا تحقق ماربها.

ورأت “تايم” أن خفض الانفاق ربما لا يكون أمرا مستحيلا، “لكن تبقى البيروقراطية سببا رئيسيا في تقويض أية خطة تهدف لتحقيق الإصلاح الاقتصادي الشامل”، بحسب قولها.

وأضافت أن تقليص الدعم من قبل الحكومة ربما لا يكون مقبولا إلى حد كبير من قبل السعوديين، خاصة وأن الخطة الجديدة تقوم على أساس أن يعمل المواطنون بشكل أكثر جدية مقابل الحصول على دعم مالي أقل، بالإضافة إلى تغيير نظام التعليم لتأهيل الشباب دون الـ21 عام للالتحاق بسوق العمل.

من الصفر

علاوة على ذلك، فإن نائب ولي العهد ربما يواجه تحديا آخر من قبل رجال الدين المتشددين داخل المملكة، بحسب التقرير المنشور اليوم الخميس، خاصة وأنهم لعبوا دورا كبيرا منذ تأسيس المملكة في الثلاثينات من القرن الماضي في دعم العائلة المالكة، لافتة إلى أن الخطة الطموحة ربما تحتاج إلى تغييرات ثقافية كبيرة في داخل المجتمع السعودي خلال المرحلة المقبلة، وهو الأمر الذي ربما يجد مقاومة كبيرة من قبل المتشددين.

واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن “رؤية 2030” ليست مصممة من أجل تطوير دينامية اقتصادية أو ثقافية فقدتها المملكة، ولكن من أجل تأسيسها من الصفر، ولذلك فإن قطاع كبير من المتابعين ربما يرون أن الخطة الطموحة التي دشنها الأمير الثلاثيني، جاءت بعد فوات الأوان.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.