حمد اﻷحبابي: أنقذوا اليمن من إعلام صالح

حمد اﻷحبابي: أنقذوا اليمن من إعلام صالح

شارك

في منتدى الإمارات للإعلام، الذي عقد قبل أسابيع  في دبي، توجه الدكتور علي النعيمي، مدير جامعة الإمارات للجميع بسؤال أحدث ردة فعل كبيرة: لماذا نحن مقصرون إعلاميا في الداخل اليمنى؟، مضيفًا: نحن لم ندخل كثير من جبال وتلال اليمن الوعرة إعلامياً بكل الطرق الممكنة، من نشرات تشرح حقيقة التحالف العربي، وإذاعات تكون قادرة على إيصال الحقيقة في المناطق الحاضنة لصالح والحوثي، حتى نبين المعلومات والحقائق لهدف الحملة العسكرية الحاسمة في ظل سيطرة صالح على المؤسسات الداخلية الفاعلة.

الدكتور النعيمي تحدث عن أهمية التواصل مع كل الأطراف في اليمن، فهناك من يحمل السلاح ولا يعرف من يقاتل.

البعض  في المنتدى همس بوجود بث إذعي لقناة الحدث من العربية في مدينة صعدة، وتواجد إعلامي معقول في المناطق المحررة خاصة جنوب اليمن، وهذا صحيح، لكن هناك مدن مقطوعة عن العالم الخارجي، وليس لها مصدر غير الحوثي وصالح، وإعلام موالٍ لهم يُزعم محاربة داعش وأمريكا وإسرائيل، وليس السعودية فحسب، بل وصل في مراحله أوهم متابعيه بدحر الغزاة كما يصفهم حتى حدود الرياض، مبتلعًا جنوب السعودية كاملة.. وهذا الإعلام مستمر في التضليل والعمل على جر المزيد من أبناء القرى والمحافظات في الجبهات.

وبكل أسف يظهر لنا التقصير في التواصل مع الفرد اليمني، وخاصة الشمالي حتى يعرف أن عاصفة الحزم والأمل لم تأتِ غازية لليمن، بل تصلح ما أفسده صالح والحوثي، وتمنع تحول اليمن لسرطان في خاصرة الجزيرة العربية. وهذا يتطلب من قادة التحالف إعطاء القوة الناعمة أهمية في فى دعم عملياتهم. والوسائل كثيرة والقدرة لهذا الإعمال متوفرة. فليس معقول أن تمتد الحملة أشهر وهناك تقصير في التمدد الإعلامي في كل مدينة يمنية.

ولا يمكن الاعتماد على الإعلام اليمني التابع للحكومة الشرعية بل يجب العمل معهم بمزيد من نشر النشرات والصحف وإذاعات، حتى لو كانت بشكل متقطع.

هذا التقصير ليس في اليمن، بل يشمل حتى دول صديقة لم نستطع أن نوصل حقيقة هدف التحالف العربي في اليمن ولا عن خطر صالح والحوثي على اليمن والمنطقة. وهنا يعود الأمر لغياب مفهوم إعلام الأزمات الذي نجهله، سواء مؤسسات إعلامية أو حتى بعثات خارجية. وهذا يحسب علينا ويجب تجاوزه، حتى لو كانت خبرة المنطقة مع هذا المفهوم قليلة.

وعليه فإن القوة الناعمة لا تقل أهمية عن الأسلحة في ساحة الحروب، ومثلما نجح الإعلام الخليجي في تقديم حقيقة عاصفة الحزم لأبناء المنطقة، وأظهر تغطية نموذجية، ومثلما نحج هذا الإعلام في دعم القوات المسلحة ورفع المعنوية والانسجام التام مع المجتمع في سبيل دعم أبناء الشهداء والمقاتلين، فهو قادر على تدارك الأمر كما فعل عند استوعب عاصفة الحزم ولو كان متأخرًا.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.