شارك

“لم الشمل” هو مضمون الوثيقة التي صدرت خلال الأيام الماضية عن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في مصر، والتي أطلقوا عليها “على بصيرة”، خصوصا مع قرب حلول الذكرى الثالثة لرحيل الجماعة عن حكم مصر بثورة شعبية قام بها الشعب المصري في 30 يونيو وانحاز لها الجيش

الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية هشام النجار أكد أن وثيقة “على بصيرة” التي أصدرها جناح القيادي الإخواني محمود عزت، عبارة عن صفقة بين تيارين متنازعين داخل الجماعة وهما؛ تيار محمد كمال وتيار محمود عزت، موضحا في تصريحات خاصة لـ”السعودي” أن هدف هذه الوثيقة هو العودة للشراكة في قيادة التنظيم، خصوصا مع قرب ذكرى 30 يونيو، ومن ثم إنجاح التظاهرات التي تنوي الجماعة تنظيمها في الشارع.

وتابع النجار أن تيار محمد كمال معروف بجاهزيته ومقدرته على قيادة فعاليات الشارع والحشد لها، بعكس تواضع إمكانيات تيار محمود عزت في هذه المساحة، قائلا “لذلك هم يستغلون التوقيت للحصول على مكاسب مسبقة تجعله يستعيد نفوذه داخل الجماعة، مقابل الحشد في الشارع، وكذا الإعلان عن استعدادهم للتعاون فيما أطلقوا عليه “استكمال الثورة”.

وشدد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن من أعدوا الوثيقة بالفعل ينتمون لجماعة الإخوان التي تحاول لم شملها قبل الذكرى الثالثة لرحيلهم عن حكم مصر في 30 يونيو المقبل، “هم يدركون أن الصراعات الداخلية أثرت على حضورهم الميداني”.

من جانبه قال أحمد على المنتمي لجناعة الإخوان المحظورة في مصر، “مع كامل الاحترام لكل رأي مخالف، فقد كنت أتمني أن يرحل الطرفان الآن (تيار عزت وتيار كمال)، وتدير الجماعة لجنة مؤقته ليست محسوبة علي أي من الأطراف”.

وأوضح علي “ويكون دور اللجنة المؤقتة هو إجراء انتخابات على كل مستويات الجماعة، مع وجود فضيلة القائم بالأعمال والذي يكون دوره اعتماد ما تقوم به اللجنة”، لأن كلا الطرفين من وجهة نظره لديه من الأخطاء ما لا يغتفر، متمنيا ألا يتم شيطنة مجموعة واعتبار المجموعة الأخرى من الملائكة.

وأضاف عضو الجماعة “كنا نسمع من الطرفين أنهما زاهدين في المناصب، وماضون في إجراء انتخابات، ولكن ماذا يفعلون الآن؟”، مؤكدا أن الطرفين لا تؤيدهما الأغلبية المطلقة من الصف الإخواني.

وشكك عضو الجماعة، الدفراوي ناصف، في مصداقية الوثيقة، موضحا أن هناك جماعة وهناك مؤسسة وهناك فئة منها خارجين عليها، ويحاولون العمل خارج الأطر التنظيمية واللائحية لها.

وأكد الدفراوي أن أسماء الأخوات والإخوة المذكورة في وثيقة “على بصيرة” (الحراك) في الداخل مكتوبة وأن الأسماء صحيحة، متسائلا “أين أمن الإخوة والأخوات والحفاظ عليهم؟، وهو ما يعد أمر عجيب جدا ويحتاج إلى تفسير”.

وكان عز الدين دويدار القيادي الإخواني وأحد القيادات التي أصدرت وثيقة “على بصيرة” قد أعلن عن المطالبة بإجراء انتخابات داخل الجماعة، ووقف الإقالات التى يقوم بها محمود عزت، مشيرا إلى أن هناك محاولات مع العديد من الشخصيات الإخوانية للتوقيع على الوثيقة كنوع من التضامن والتأييد لإيقاف انهيار الجماعة.

وأضاف دويدار في تصريحات صحفية له أن عدد الموقعين على الوثيقة حتى الآن وصل إلى 243 شخصا، في 19 محافظة مصرية، و18 دولة، فضلا عن بعض الإخوان النزلاء في 6 سجون، وهناك تزايد مستمر للأعداد.

وقال دويدار إن أمانة وثيقة “على بصيرة” مستمرة في التواصل مع عدد كبير من رموز الإخوان في الداخل والخارج، وستعلن قريبا عن انضمام عدد آخر من الرموز لأمانة الوثيقة، كما أنها مستمرة في الحصول على توقيعات الإخوان لتضمينها بقائمة التوقيعات الموثقة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.