شارك

رجل في منتصف العمر، ينتمي إلى قبيلة البشتون، استخدم وثائق مزورة للمرور من إيران إلى باكستان، إلا أنه بعد ساعات من مروره قتل في غارة أمريكية نفذتها طائرة بدون طيار؛ لتكتب نهاية زعيم طالبان الملا أختر منصور، إلا أن تتبع قائد الحركة الأفغانية المتطرفة من قبل واشنطن مازال غير واضحا، بحسب “نيويورك تايمز”.

وذكرت الصحيفة البارزة أن السلطات الأمريكية ربما راقبت اتصالات قيادات الحركة، كما أن الاستخبارات الباكستانية ساعدتها لاستهداف زعيم طالبان، لتخرج تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليصف مقتل الملا منصور بـ”الانتصار الهام”، إلا أن ذلك لا يخفي حقيقة هامة تتمثل في تشابك العلاقات بين واشنطن وإسلام اباد.

بن لادن جديد

استهداف زعيم طالبان تكرار لعملية البحرية الأمريكية في مايو 2011، عندما طاردت الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بحسب الصحيفة، قائلة إن البيت الأبيض لم يخبر السلطات الباكستانية بالتوغل العسكري على أراضيها قبل العملية التي وقعت بالمنطقة الحدودية بالقرب من أفغانستان، ما يعكس جراءة واشنطن في التعامل مع سيادة الأراضي الباكستانية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن واشنطن ذهبت هذه المرة إلى أبعد من مجرد القيام بعملية عسكرية في باكستان دون استئذان السلطات الحاكمة هناك، موضحة أن هذه العملية قوات خاصة تابعة للجيش الأمريكي بدلا جهاز الاستخبارات، لتحرم الباكستانيين حتى من الادعاء بأن العملية تمت بالتشاور معهم استخباراتيا.

عقاب أمريكي

ربما كان الإجراء الأمريكي عقابا للسلطات الباكستانية، تقول “نيويورك تايمز”، موضحة أن تنقل زعيم طالبان بحرية بين الأراضي الباكستانية والإيرانية يعكس عدم صحة الادعاءات التي تتبناها باكستان حول عدم إيوائها قادة الحركة المتطرفة، ما يفسر تأكيد أوباما بأن العملية جاءت في إطار دفاع بلاده عن نفسها، خاصة وأن الملا منصور كان يستهدف القوات الأمريكية المكلفة بالمساعدة في مكافحة الإرهاب في الأراضي الأفغانية.

على جانب آخر، تقول “نيويورك تايمز” أن مقتل منصور لا يمثل فقط انتهاكا لسيادة باكستان، لكنه أيضا يمثل تعارضا مع مصالحها، الأمر الذي ظهر بجلاء في استدعاء السلطات الباكستانية للسفير الأمريكي، وتأكيدها أن مقتل الملا منصور يقوض الجهود التي تسعى لحل الخلافات بين الحكومة الأفغانية و”طالبان”.

السلطات الباكستانية وأجهزتها الاستخباراتية كانت ترى أن الملا منصور هو القائد الأفضل لطالبان في المرحلة الراهنة، بحسب الصحيفة، إلا أن البيت الأبيض كان يراه عائقا كبيرا أمام المحادثات الراهنة والتي تهدف إلى تحقيق المصالحة بين طالبان والحكومة الأفغانية.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.