معارض إيراني: السعودية تقف حجر عثرة أمام المشروع الفارسي بالمنطقة (حوار)

معارض إيراني: السعودية تقف حجر عثرة أمام المشروع الفارسي بالمنطقة (حوار)

كتب/ هشام السروجي

شارك

قال المعارض الإيراني، رضا بارجي زاده، الاستاذ والباحث في الشؤون الإيرانية والشرق الأوسط، في جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن آثار الأقدام الإيرانية فى سوريا والعراق واليمن واضحة، مشيراً إلى أن إيران تقود صراعا دائما للهيمنة على المنطقة، فى الوقت الذى تقف فيه المملكة حجر عثرة أمام هذا المشروع الفارسي.

وأكد “زاده” فى حواره مع “السعودي” أن إيران تدعم الميلشيات المسلحة في المناطق الملتهبة، لكنها تتهم السعودية زوراً بدعم الجماعات الأصولية، مشددا على أن الاتفاق النووي بين الغرب وإيران، جعل أمن الشرق الأوسط في خطر.

هل تسعى الجمهورية الإيرانية لتنفيذ مشروع توسعي تحت غطاء ديني؟

بالتأكيد، فالتوسع الإقليمي كان دائماً واحدا من أولويات الجمهورية الإيرانية، منذ بدء النظام.
ويمكننا ملاحظة هذا الاتجاه في العلاقات الإيران العراقية، حين حاول نظام الخميني تصدير الثورة إلى العراق، الأمر الذي دفع بالنظام البعثى لبدء الحرب ضد إيران.

وقد استمر هذا الإتجاه حتى اليوم، حيث يمكننا مشاهدة آثار أقدام الجمهورية الإيرانية، فى جميع أنحاء العراق وسوريا ولبنان واليمن وبلدان الخليج.

هل تتفق مع الحق العربي لوقف التدخل الإيراني فى المنطقة؟

دائماً ما تبحث ايران عن لقب “قائد العالم الاسلامى”، وقد خاضت صراعاً مستمراً مع السعودية، حجر العثرة القوى أمام المشروع الفارسي، للهيمنة على المنطقة.

وأري أن الدول العربية الصغيرة مثل الكويت والبحرين وقطر واليمن تعتبر مناطق النزاع بين طرفين، أحدهما يسعى للسيطرة، والآخريدافع عن نفسه.

والمتابع لقضية اليمن، يرى أن المملكة العربية السعودية، اضطرت في نهاية المطاف لخوض الحرب، نتيجة لعدم استقرار الأوضاع، بعد أن خلقت إيران الاضطرابات في هذا البلد، وبحكم الموقع الجغرافى لليمن الملاصق للمملكة العربية السعودية، كان لابد من التدخل.

لماذا تدعم “إيران” العديد من الجماعات المسلحة في المنطقة؟

لأن هذه هى الإستراتيجية الإيرانية، للدفاع عن حدود نفوذه والحفاظ على هيمنته على المنطقة.

بينما تلام عادة السعودية على إنشاء جماعات اصولية دينية مسلحة، وهي تهمة قد ليست صحيحة ، وأعتقد أن الجمهورية الإسلامية كان لها الدور الاكبر في خلق مثل هذه الجماعات في الشرق الاوسط.

وعلينا أن ندرك طبيعة الخلفية الدينية الأصولية، للنظام الايراني الحاكم، منذ مجيئه الى الحكم في 1979، الذي شجع الكثير من الفصائل الاسلامية في المنطقة أن تحذو حذوه.

ناهيك عن دور هذا النظام في إنشاء مجموعات أصولية مسلحة مثل حزب الله، والجهاد الإسلامي، وجيش المهدي، وفيلق بدر التابع للحرس الثورى.

هل تعتقد ان الاتفاق النووي الايراني قد يؤثر على أمن الشرق الأوسط؟

لكي اكون صريحا، فإن أمن الشرق الأوسط على المحك. وهو أمر ليس بجديد، المنطقة كانت دائما في حالة من الاضطراب، ومع ذلك، أعتقد أن هناك خطوات قد تتخذ من جانب الولايات المتحدة، صاحبة القرار الأخير فى هذا الشأن، من أجل تلاشي المخاطر، إذ لم تتوقف ايران من دعم الاضطراب.

كيف ترى ملف حقوق الانسان في ايران ؟

ملف مظلم للغاية ، و في الشهرين الماضيين أصبح اكثر ظلام، حيث نفذ حكم الاعدام على اكثر من الف شخص منذ بداية هذا العام، ولا زالت انتهاكات الحقوق الأساسية للشعب مستمرة، بما في ذلك الأقليات التى تتعرض لإنتهاكات شديدة.

ولهذا السبب أدعو الناس في جميع أنحاء العالم إلى المشاركة في تظاهرات، ضد سلوك النظام في طهران في 21 سبتمبر، بالتزامن كع اليوم الدولى للسلام.

وما هو موقف الشعب الإيراني من النظام الحاكم فى ظل هذه الانتهاكات؟

من منظور واقعي، أستطيع القول بأن القاعدة الاجتماعية المؤيدة للنظام الإيراني، من خلال تجربتي و دراساتي، تشكل نسبة ضئيلة من المجتمع الإيراني.

والجزء الأكبر من المجتمع، إما غير مكترث، أو معارض للنظام، وتستطيع أن تسمع هذه الأيام كثير من الإيرانيين يقولون “أنا لا أتحدث فى السياسة”، اذا تحدثت معهم فى شأن سياسي.

وهذا يبين بوضوح ممارسات النظام الايراني.

كيف تري مستقبل النظام في إيران؟

يعتقد النظام الايراني انه هرب من ممارسته الداخلية والخارجية، بعد قدوم الوفود الدبلوماسية الاوروبية في طهران، لكن طبيعة النظام الايراني، لا تمكنه من تجنب الوقوع فى أزمات إقليمية، فالنظام الايراني لا يعيش الا وسط الازمات.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.