شارك

يبدو أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران لم تمنع رجال الأعمال الصينيين من دخول الأسواق الإيرانية، لتصبح طهران بوابة بكين لأسواق الشرق الأوسط، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، إلا أن قرار رفع العقوبات جاء ربما ليفتح الباب أمام مزيد من آفاق التعاون بين البلدين.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن العقوبات لم تمنع الصين من بناء مجمع لصهر الحديد، والذي بدأ العمل في سبتمبر الماضي، يقوم حاليا بإنتاج سبائك وقضبان حديدية، وهو المشروع الذي ساهم في إنشائه رجل الأعمال الصيني شينج لي كوان، بمبلغ 200 مليون دولار.

أهمية إيران

إلا أن الأمر لا يبدو سوف يقتصر على ذلك خلال المرحلة المقبلة، بحسب “نيويورك تايمز”، ففي خلال زيارة الرئيس الصيني الأخيرة لطهران عقد البلدان اتفاقا لزيادة حجم التجارة فيما بينهما لتصل قيمتها إلى 600 مليار دولار خلال العقد القادم.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج لطهران جاءت ليس فقط لتكون أول زيارة لرئيس دولة للحكومة الفارسية منذ رفع العقوبات الاقتصادية على إيران، ولكن أيضا لتعكس أهمية طهران في الأجندة التي تتبناها الحكومة الصينية، حيث تعتبر مدخلا مهما لما يسمى بـ”استراتيجية طريق الحرير” التي يتبناها الرئيس الصيني، والتي تقوم على توسيع النفوذ الصيني في مناطق مختلفة من العالم.

ملء الفراغ

وأوضحت “نيويورك تايمز” أنه في الوقت الذي تركت الحكومات الغربية فراغا كبيرا في الأسواق الإيرانية لتنفيذ العقوبات الاقتصادية، استطاعت الحكومة والمستثمرين الصينيين ملء هذا الفراغ من خلال العديد من المشروعات العملاقة التي قامت بها، لعل أبرزها في مجال الحديد والصلب والسيارات وكذلك إنشاء الطرق.

يقول أحد الدبلوماسيين الغربيين، والذي اشترط عدم ذكر إسمه، أن المواطنين الغربيين يشعرون بالانبهار من جراء تحقيق العديد من المشروعات العملاقة التي تذخر بها العاصمة الإيرانية، على الرغم من العقوبات المفروضة عليها منذ أكثر من عقد من الزمان، والحقيقة أن الفضل في الأساس يرجع إلى الصينيين.

الثورة الصناعية

الثورة الصناعية التي تشهدها الصين، كانت صاحبة الفضل في توجه الحكومة الصينية نحو طهران، وذلك لدعم الاقتصاد الإيراني مقابل الحصول على النفط الرخيص وكذلك تحقيق حلم “طريق الحرير”، بحسب الصحيفة الأمريكية.

التعاون الصيني الإيراني ليس وليد اليوم، هكذا قالت الصحيفة الأمريكية، حيث أن الأمر يرجع بجذوره إلى قيام الثورة الإيرانية في عام 1979، فقد قدمت الحكومة الصينية دعما كبيرا لطهران أثناء الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت في الثمانينات من القرن الماضي، حيث قدمت الصين دعما تكنولوجيا للصواريخ الإيرانية، وكذلك دعمت الحكومة الفارسية نوويا.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.