يبدو أن المكاسب التي حققها التيار الإصلاحي في إيران خلال الانتخابات البرلمانية التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية، منحت الرئيس الإيراني حسن روحاني مزيد من الشجاعة لكسر التعتيم الإعلامي المفروض على سلفه محمد خاتمي، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، حيث استطاع الرئيس الإيراني أن يذكر إسم سلفه بعد أن كان ذلك من المحرمات في الإعلام الإيراني منذ أن ترك خاتمي السلطة في عام 2005.
وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة أن تصريحات روحاني أمس الاثنين ربما تفتح الباب أمام مواجهة جديدة بين الرئيس الإصلاحي والقضاء، والذي يهيمن عليه المتشددين في طهران، موضحة أن اسم خاتمي كان محظورا في الصحافة والإعلام الإيراني لسنوات قبل أن يتم الاعتراف بذلك علنا في فبراير 2015، حيث أكد العديد من مسئولي الصحافة أن الفضاء الإيراني كان يعاقب الصحف التي كانت تتجه نحو انتهاك هذا الحظر المفروض على الرئيس الإيراني الأسبق.
كان الإصلاحي محمد خاتمي قد تولى السلطة في بلاده في الفترة ما بين عامي 1997 و2005، حيث فاز بالانتخابات الرئاسية في بلاده مرتين متتاليتين، وبفارق كبير عن منافسيه، ولكن أصدرت السلطات القضائية في طهران بحظر اسمه تماما في كل وسائل الإعلام الإيرانية منذ أن ترك السلطة في البلاد في عام 2005.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه بالرغم من الرئيس الإيراني حسن روحاني تناول سلفه الإصلاحي في تصريحات بالأمس، إلا أن معظم تصريحاته في هذا الإطار لم يتم تناول معظمها في غالبية وسائل الإعلام، اللهم إلا وكالة أنباء “إيرنا” وهي الوكالة الصحفية الرسمية للحكومة الإيرانية، والتي أبرزت تصريحات روحاني دون أي اجتزاء.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الرئيس الإيراني كان يتحدث من مدينة “يزد” في بث مباشر، حيث قال إسم خاتمي صراحة، متحدثا كيف أنه دخل البرلمان الإيراني ممثلا للمدينة الإيرانية التي أتى منها، واصفا إياه بـ”الأخ العزيز”، فهتفت الجموع مما دفع التلفزيون الحكومي في طهران إلى كتم الصوت.
واستطرد الرئيس الإيراني أن بلاده لا يمكنها ان تنسى المواقف البطولية التي تبناها رجالها خلال مختلف المراحل في تاريخها، حيث بذلوا الكثير من الجهود من أجل تحقيق المجد لبلادهم، موضحا أنه لا يمكن لأحد أن يقلل من قيمة تلك الجهود التي بذلوها مهما كانوا لأنهم أصبحوا فخرا للأرض في إيران.
