شارك

زيارة ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد، للقاهرة، اليوم الخميس، على رأس وفد رفيع المستوى، كان محط إشادة عدد من الخبراء، مؤكدين أنها تحمل في طياتها دلالات أهمها التأكيد على موقف القيادة الإماراتية تجاه مصر وشعبها، بجانب تحقيق عدة أهداف على رأسها تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري والاستراتيجي بين البلدين.

زيارة “بن زايد” لمصر تأتي بعد نحو أسبوعين من زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة، وأيضًا بعد زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وكذلك بعد الزيارة القصيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قبل سفره إلى السعودية للمشاركة مع الرئيس باراك أوباما في القمة الخليجية الأمريكية بالرياض؛ لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والعربية،على رأسها الوضع في سوريا وليبيا واليمن والعراق، بالإضافة إلى كيفية مواجهة التنظيمات الإرهابية، ووقف التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية.

أخوة وصداقة

أسامة الدليل، الكاتب المتخصص في الشؤون العربية والدولية، قال إن العلاقة بين مصر والإمارات أعمق بكثير من العلاقات بين الدول، مرتئيًا أن الوصف الصحيح لها، من وجهة نظره، علاقة “صداقة وأخوة حقيقية”، لافتًا إلى أن هذه العلاقة ليست وليدة اللحظة، بل امتدادًا لما غرسه الشيخ زايد- رحمه الله- في نفوس أبنائه من حبٍ لمصر وشعبها.

ودلل “الدليل” على عمق هذه الصداقة بأسماء المدن والمشروعات التي تحمل اسم الشيخ زايد في مصر، وأن الإمارات كانت من أولى الدول الشقيقة التي ساندت المصريين في ثورتهم ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية في 30 يونيو 2013.

وأشار الدليل إلى الصداقة التي تربط بين “السيسي” ومحمد بن زايد، والتي تجلت في حضور الثاني حفل تنصيب الأول للرئاسة، بالإضافة إلى أن السيسي فاجأ ولي عهد أبو ظبي، في آخر زيارة له للقاهرة بـ”تورتة” تحمل صورته، احتفالًا بعيد ميلاده.

دعم الاقتصاد المصري

الخبيرة الاقتصادية، عضو مجلس النواب المصري، الدكتورة بسنت فهمي، أشادت بالزيارة، وتوقيتها. وقالت لـ”السعودي” إن المصريين لن ينسوا وقوف الإمارات بجانبهم في شتى المحافل الدولية، ومساندتهم في أحلك الظروف، متوقعة أن يحتل الملف الاقتصادي قمة مناقشات محمد بن راشد مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتوقعت الدكتورة بسنت فهمي أن تشهد زيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة توقيع حزمة اتفاقيات بين البلدين، والتعاقد على تنفيذ عدة مشروعات كبرى بمصر على رأسها محور تنمية قناة السويس، وضخ استثمارات إماراتية في عدة مجالات أهمها الإسكان، واستصلاح الأراضي، والحبوب، وتطوير البنية التحتية، والطاقة، بالإضافة إلى تقديم بعض المنح والمساعدات المالية لدعم الاحتياطي النقدي المصري، خاصة بعد الارتفاع الرهيب لسعر صرف الدولار والعملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه.

دعم عسكري ومواجهة الإرهاب

أما الخبير العسكري والاستراتيجي، عضو مجلس النواب المصري، اللواء حمدي بخيت، فتوقع أن زيارة محمد بن زايد للقاهرة، ربما تتطرق إلى زيادة التعاون العسكري بين البلدين، خاصة في مجال التدريب، لافتًا إلى أن نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، اللواء الركن عيسى سيف محمد المزروعي، قد وصل إلى القاهرة، أمس الأربعاء، على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام.

كما توقع أن تدعم الإمارات بعض الصفقات العسكرية لمصر على غرار صفقة طائرات “ميراج” في العام 2014، بالإضافة إلى مقاتلات “الرافال” الفرنسية.

واختتم “بخيت” أن يبحث ولي عهد أبو ظبي والرئيس السيسي عددًا من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها كيفية مواجهة التنظيمات الإرهابية، والوضع في اليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.