شارك

رغم أهمية زيارات رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، التي سيقوم بها هذا العام سواء للولايات المتحدة لحضور قمة الأمن النووي، أو إلى بلجيكا لحضور قمة الهند – الاتحاد الأوروبي، والتي من المقرر أن تعلن استئناف اتفاقية التجارة الحرة، فإن زيارته للسعودية تبقى الأكثر أهمية في جدول زيارات “مودي”، بحسب ما ذكرت صحيفة “ذي هندو”.

وأضافت الصحيفة الهندية أن الزيارة التي سوف يجريها المسؤول الهندي تعكس بصورة كبيرة أهمية تطوير العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة سواء على مستوى التعاون الثنائي بين البلدين، أو حتى على مستوى تعزيز رغبة الحكومة الهندية في توسيع نفوذها خلال المرحلة المقبلة، في ظل الصعود الكبير الذي تشهده الهند على المستويين الدولي والإقليمي.

تطوير العلاقات الثنائية

على المستوى الثنائي، تأتي زيارة رئيس الوزراء الهندي للرياض لتحمل امال كبيرة لتوسيع العلاقات بين البلدين، خاصة وأنها تأتي في أعقاب زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لنيودلهي في وقت سابق من هذا الشهر، حيث ستشهد الزيارة تطوير ثلاثة اتفاقات رئيسية بين البلدين، وهي اتفاقية الشراكة في مجال الطاقة والتي تم توقيعها في عام 2008، والشراكة الاستراتيجية عام 2010، بالإضافة إلى اتفاقية الشراكة الدفاعية والتي وقعت في عام 2014.

إلا أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، هكذا تقول “ذي هندو”، حيث إن الوضع الاقتصادي ربما سوف يلقي بظلاله على الزيارة، وبالتالي على العلاقات بين البلدين، في ظل انخفاض معدلات التجارة بين البلدين،حيث وصلت إلى حوالي 40 مليار دولار فقط، بسبب الانهيار الكبير في أسعار النفط، حيث تسعى الحكومة الهندية لرفع مستوى الاستثمارات السعودية على أراضيها لتتساوى مع الاستثمارات الإماراتية.

مملكة الأحلام

وأوضحت الصحيفة الهندية أن انهيار أسعار النفط ربما يفتح آفاقا جديدة للهند، في ظل رغبة الحكومة السعودية في تقديم نفسها كـ”مملكة الأحلام”، خاصة في مجالات التصنيع والتكنولوجيا، من خلال مشروعها العملاق “مدينة الملك عبد الله الاقتصادية”، والتي يمكن من خلالها الربط بين الشرق والغرب، وهو المشروع الذي قد تجد فيه الهند ضالتها ليكون بمثابة بوابتها للوصول إلى أسواق الدول الأفريقية خلال المرحلة المقبلة.

من جانب آخر، تسعى الحكومة الهندية إلى تحسين أوضاع العمالة الهندية على الأراضي السعودية، والذين يصل عددهم إلى حوالي 3.5 مليون هندي، وهو ما يقدر بحوالي نصف قوة العمل الهندية في منطقة الخليج ككل، حيث يرغب مودي في تغيير معيشة العمال الهنود في المملكة.

ملء الفراغ الباكستاني

ولكن تطوير العلاقات الثنائية ليس الهدف الوحيد من زيارة مودي المرتقبة للمملكة، بحسب الصحيفة الهندية البارزة، ولكنها تحمل أبعادا جيوسياسية أخرى تتمثل في توسيع النفوذ الهندي، حيث إن رئيس الوزراء ربما يسعى إلى التقرب من المملكة في الوقت الذي شهدت فيه العلاقة بينها وبين باكستان، والتي تعد الغريم الرئيسي للهند في منطقة شبه القارة الهندية، قدرا من التوتر، على خلفية رفض البرلمان الباكستاني لفكرة إرسال قوات في العمليات العسكرية التي شنتها المملكة وحلفاؤها على اليمن لضرب معاقل الحوثيين.

وأوضحت الصحيفة الهندية البارزة أن الحكومة الباكستانية قامت بعدة محاولات للتكفير عن فعلتهم تلك منذ ذلك الحين، إلا أن الرفض الباكستاني للانضمام للتحالف الذي تقوده السعودية، يبقى نقطة سوداء في تاريخ العلاقات السعودية الباكستانية، ربما خلقت قدرا من الفراغ الذي يسعى السيد مودي لملئه خلال زيارته، وهو الأمر الذي دفع العديد من الصحف الباكستانية للتعبير عن قلقها من جراء الزيارة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.