سعيد الأحمد: فكر أنا ما فيه معلوم!

سعيد الأحمد: فكر أنا ما فيه معلوم!

شارك

في البدء كانت الفكرة..

 

ولأنني سأتحدث عن (الفكر) اليوم فسأخلط فصيحي بالبلدي، كون البلدي أنسب للفكر.. والبلدي هنا هو الــ(ع الوحدة ونص)..

 

صديقنا حمد لديه (قطعة فكرة) زاوية في “بنبان” ، والحقيقة أن حمد “مهوب كفو” أفكار، وما عنده ماعند جدة سعد، و حدّه غمارتين يحمل فيه “جح” من “السِر”، لولا أنه ورث هذه الفكرة عن ابيه عن جده غفر الله لهما.. وقد إعترف لنا يوما أن (قطعة الفكرة)، المورثة له، لم تكن سوى “حوش غنم” غير أن شركات التطوير الفكري إستصلحت المنطقة من حولها و روضت اغنامها فاصبحت أفكارا مستأنسة قابلة للتعاطي الآدمي..

 

قرر حمد أن يستسرسل في فكرته، أي (يتبناها) فكريا بشكل متدرج ومتصاعد: عظم بعدين تسليك وتسبيك ثم يشطبها بطريقة مقنعة كي تسر الناظرين، غير أنه واجه عقبات عدة، فصندوق التنمية الفكرية لن يمنحه (فكرة حسنة) يتم بها فكرته، وعليه بالتالي الإتجاه إلى البنوك التجارية للحصول على (فكرة) يقسطها على مدى عشر سنوات، وينتهي به المطاف وقد دفع لهم فكرة ونصف سدادا لفكرتهم !

 

ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل عليه أن يتعاقد مع مقاول بناء افكار، كي “يعمر” له فكرته بثلاث اضعاف سعر الفكرة الخام، دون أن يدخل لمرحلة الأثاث بعد، ما يعني أنه عندما يفرغ ويسكن فكرته فستكون عندها أصبحت الفكرة بعشر أمثالها ! و كل ما شح الفكر في مجتمع ما كلما ركض سريعا إلى الهاوية، وكل ما أصبحت قيمة الفكرة في تضاعف مستمر؛ طبقا لنظرية العرض و الطلب الفكري!

 

قلت لحمد: اطلب الفكر ولو كان في الصين.. غير أنه عاند وأقسم لي أنه يفضل الجريش على الهونداي، فنصحته أن يعدل عن الفكرة إذن و “يشوف له صرفه ثانية”..

 

قال لي: وشلون يعني أشوف صرفه؟

 

فأشرت عليه يشيل الفكرة من رأسه و يستأجر شقة فكرتين وصالة له هو و حصيصة بنت عمه اللي (هرّج) فيها من فترة، أو يبطل زواج ويقعد عزابي ويستأجر فكرة فوق السطوح…

 

ولأن حمد طموح أهبل و عنيد، لذلك لم يقتنع بأي من مقترحاتي، مذكرا إياي بمثل مصري يقول على اللي زي حمد: (أقرع و نزهي).. وأمام تعنت (النزهي) حمد اضطررت أن أقول له في الأخير:

 

– خل عنك الفكرة كلها وتعال استضيفك عندي في العشة عشان أبدد لك كل الأفكار اللي في رأسك يا (أقرع)..

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.