شيخ الأزهر لأبناء الغرب: لا تردوا على الإرهاب بإرهاب مماثل

شيخ الأزهر لأبناء الغرب: لا تردوا على الإرهاب بإرهاب مماثل

شارك

قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، اليوم السبت، إن من الخطأ الربط بين الإسلام وهجمات أطلق مرتكبوها شعارات إسلامية، مطالبًا أبناء الغرب بألا يردوا على الهجمات بهجمات على المسلمين في بلدانهم، قائلًا: “لا تردوا على الإرهاب بإرهاب مماثل”.

 

وفي كلمة له بالقاهرة قال الإمام الأكبر، إن الإرهاب “ليس إفرازًا لدين سماوي أيا كان هذا الدين بل هو مرض فكري ونفسي يبحث دائمًا عن مبررات وجوده في متشابهات نصوص الأديان وتأويل المؤولين ونظرات المفسرين.”

 

وأضاف “الدرس الذي يجب أن يعيه الجميع، وبخاصة في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم أن الإرهاب لا دين له ولا هوية له. ومن الظلم البين بل من التحيز الفاضح نسبة ما يحدث الآن من جرائم التفجير والتدمير التي استشرت هنا أو هناك إلى الإسلام، لمجرد أن مرتكبيها يطلقون حناجرهم بصيحة الله أكبر وهم يقترفون فظائعهم التي تقشعر منها الأبدان.”

 

وأوضح أن مرتكبي الهجمات “قلة قليلة لا تمثل رقمًا واحدًا صحيحًا بالنسبة إلى مجموع المسلمين المسالمين المنفتحين على الناس في كل ربوع الدنيا.”

 

وشدد “الطيب” على أن تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي استولى على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، وراء هجمات في باريس أوقعت 129 قتيلًا وأكثر من 300 مصاب قبل أسبوع. كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن إسقاط طائرة ركاب روسية في مصر قتل جميع من كانوا فيها وعددهم 224 شخصا نهاية الشهر الماضي. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم قتل فيه العشرات في الضاحية الجنوبية من بيروت معقل حزب الله اللبناني الشيعي.

 

وتعرضت مساجد كما تعرض مسلمون لهجمات انتقامية محدودة في أكثر من دولة غربية بعد هجمات باريس.

 

وقال الطيب: “على الذين أقدموا علي ارتكاب جريمة حرق المصحف، وحرق بيوت الله في الغرب أن يعلموا أن هذه الأفعال هي الأخرى إرهاب بكل المقاييس بل هي وقود للفكر الإرهابي الذي نعاني منه.”

 

وأضاف “لا تردوا على الإرهاب بإرهاب مماثل، وليس من المنتظر أبدا ممن يزعمون التقدم والتحضر إهانة مقدسات الآخرين على مرأى ومسمع من الناس.”

 

وطالب الطيب، الذي كان يتحدث في اجتماع لمجلس حكماء المسلمين الذي تأسس العام الماضي، بالسير في اتجاه التصدي للفكر الإرهابي بكافة صوره وأشكاله، ودعوة النخب العربية والإسلامية كل في مجال تخصصه لتجفيف ينابيع هذا الفكر، من خلال منظومة متكاملة تشمل التعليم والثقافة والشباب والإعلام وخطابًا دينيًا معبرًا عن حقيقة الإسلام وشريعته.

 

يشار إلى أن مجلس حكماء المسلمين هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ويضم “ثلة من علماء الأمة الإسلامية وخبرائها ووجهائها ممن يتسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطية.”

 

وقال المجلس إن مبعوثين منه سينطلقون اليوم في 16 قافلة تجوب العالم لنشر لتصحيح ما قال إنها مفاهيم مغلوطة عن الإسلام.

 

(رويترز)

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.