شارك

يبدو أن الحكومة الإسرائيلية أصبحت تضع القارة الإفريقية كأحد أهم أولوياتها في المرحلة الراهنة، بحسب ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، حيث أن التوجه الإسرائيلي نحو أفريقيا يهدف في الأساس لمنع اصطفاف الدول الإفريقية ضد مصالح الدولة العبرية في المستقبل بالإضافة إلى فتح الأسواق الإفريقية أمام السلاح والبضائع الإسرائيلية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة، في تقرير لها الثلاثاء، ان الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والتي سوف تشمل أربعة دول افريقية، تأتي في إطار المساعي الاسرائيلية من أجل توطيد أواصر العلاقة بين بلاده ودول القارة السمراء على المستويين الدبلوماسي والتجاري.

رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى نحو الفوز بدعم أفريقي في مختلف المنتديات الدولية خلال المرحلة المقبلة، وعلى رأسها الأمم المتحدة، هكذا تقول الصحيفة الأمريكية، في ظل الانتقادات اللاذعة التي تتعرض لها الحكومة الإسرائيلية من قبل حلفائها الغربيين بسبب التعنت الشديد في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، والذي يعد السبب الرئيسي في فشل الجهود الدولية الرامية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

وأضافت الصحيفة أن التقارب الإسرائيلي تجاه القارة السمراء يهدف كذلك لإفساد دعم أفريقيا للموقف العربي الداعم للقضية الفلسطينية، وهو الموقف الذي كان سببا رئيسيا في توتر العلاقة بين إسرائيل وأفريقيا لسنوات طويلة من الزمن، إلا ان حكومة نتانياهو ربما أدركت أنه حان الوقت لإصلاح العلاقة مع أفريقيا ليس فقط لكونها سوق واعد لمنتجات إسرائيل ولكن لأهميتها في إضفاء قدر من الثقل الدولي للمواقف الدولية التي تتبناها الدولة العبرية.

يقول السفير الإسرائيلي السابق ارييه عوديد، والذي خدم كسفير لتل أبيب لدى عدد من دول شرق افريقيا، أن الدول الإفريقية كانت دائما تصوت ضد الدولة العبرية في العديد من المنتديات الدولية، وهو الأمر الذي يسعى نتانياهو بتغييره في المرحلة المقبلة، حيث يسعى للقيام بدور كبير في دعم عملية التنمية في أفريقيا.

وأوضحت “وول ستريت جورنال” أن إسرائيل تسعى بقوة نحو زيادة مبيعاتها من السلاح لدول القارة السمراء، في ظل تنامي التهديدات التي تواجهها من جراء الصعود الكبير الذي تشهده حركات التمرد داخلها، وعلى رأسها حركة الشباب الصومالية، وهو ما يعني زيادة الحاجة لدى الحكومات الإفريقية للسلاح لمجابهة تلك الحركات.

ونقلت الصحيفة عن خبراء اقتصاديين اسرائيليين قولهم بأن دخول السلاح الإسرائيلي في الأسواق الإفريقية ربما يمثل بديل جيد للحكومة العبرية، في ظل التقلب الشديد الذي تشهده الصادرات الإسرائيلية للأسواق الأمريكية والاتحاد الأوروبي، حيث بلغ إجمالي الصادرات الاسرائيلية للأسواق الإفريقية 2% فقط في العام الماضي.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.