شارك

شهدت العلاقات الإفريقية مع الدول “السنية” تقاربا شديدا خلال الفترة الأخيرة، وذلك مع تصاعد حدة الاضطرابات والتوتر القائم بين إيران والمملكة العربية السعودية، أسفر عن خفوت النجم الإيراني في القارة السمراء.

وذكر موقع “تايم ترك” التركي أن عددا من الدول الإفريقية مثل السودان وجيبوتي والصومال بدأت في التقرب أكثر إلى الرياض التي سارعت بعقد العديد من الاتفاقيات المشتركة وتعزيز العلاقات معها، بهدف قطع العلاقات وإضعاف التواجد الإيراني في المنطقة الإفريقية.

وأوضح بعض خبراء السياسة أن “السعودية سعت إلى إبرام اتفاقيات تسليح وتقديم منح مادية ومساعدات إلى الدول الإفريقية للاستغناء عن الدعم الإيراني.

وفي هذا الشأن قال مدير الدراسات الإسلامية الدولية تيرجي أستيبو، إن “قطع كافة العلاقات الاقتصادية للدول الإفريقية مع إيران، من شأنه أن يتسبب في حدوث فجوة تتطلب سرعة إيجاد بديلا لسدها”، مضيفا “ومحتمل أن يعقب هذه الخطوة برنامج اقتصادي كبير، لهذا علينا ألا نندهش من وعود الدعم والتمويل المالي التي تم إعلانها عقب قطع تلك الدول وفي مقدمتها السودان علاقاتها مع إيران”.

وعن تغيير الموقف السوداني من إيران، قال المدير الإقليمي لمنطقة إفريقيا بالمجلس الأطلسي للدراسات ومقره الولايات المتحدة، بيتر فام، إن “السودان كانت أكثر الدول الإفريقية مناهضة لإيران خلال الفترة الأخيرة”.

Screenshot_2

السودان

كانت علاقات الخرطوم حتى فترة قريبة مع طهران أكثر قربا من مثلها مع الرياض، إذ عقدت خلال سنوات طويلة الكثير من اتفاقيات التسليح مع الجمهورية الإيرانية الشيعية، فضلا عن منح طهران تدريبات أمنية لجهاز الاستخبارات السوداني.

ومقابل هذا الدعم، كانت تستغل إيران الأراضي السودانية لتصنيع السلاح وإرساله بحرا إلى المنظمات الشيعية في لبنان وكذلك الحركات المسلحة في غزة، وهو ما يفسر انتهاك الطيران الإسرائيلي للأراضي السودانية واستهداف مصانع السلاح الإيرانية خلال الفترة ما بين عامي 2009 و2012.

ومقابل هذا التقارب بين إيران والسودان آنذاك، قررت السعودية –المنافس الإقليمي لإيران- وقف أعمال البنوك السعودية في السودان وتعليق كافة الاتفاقيات المشتركة بين البلدين.

وأسفرت الضغوط السياسية للمملكة عن دفع الحكومة السودانية إلى تغيير سياساتها إزاء الحليف الإيراني، وإعلانها إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية في السودان والمحافظات الأخرى، وكذلك مشاركتها عسكريا في التحالف العربي بقيادة السعودية لمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران.

وأكد خبراء سياسيين أن “السودان كانت على قناعة بأن السعودية بمقدورها تعويضها في حال قطع العلاقات مع إيران بعقد المزيد من صفقات التسليح”، وأن “الموقف السوداني من شأنه الإضرار بالمصالح الإيرانية الدبلوماسية في المنطقة”.

yemen-darbe-somali-saldiri-erdogan-ziyareti-tesaduf-mu

جيبوتي

بعد الموقف السوداني، لم تتأخر جيبوتي في اتخاذ قرارها بقطع العلاقات مع إيران، إذ صرح وزير الخارجية محمد علي يوسف، أن “تقرر قطع العلاقات مع إيران، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع السعودية”، وهو ما يعني أن جيبوتي ذات الأغلبية السنية ستدعم السعودية بتحكمها في خليج عدن الذي يطل على ساحل البحر الأحمر بمياهها الإقليمية، وبالتالي قطع خط الإمداد البحري الإيراني لإرسال السلاح والمعدات إلى جماعة الحوثي في اليمن.

وتعهدت السعودية بتعزيز حركة صادرات جيبوتي التي تمتلك أحد أهم الممرات الملاحية للنقل التجاري في العالم.

الصومال

أعلنت الصومال في يناير الماضي قطع العلاقات مع إيران ومنح مهلة 72 ساعة لمغادرة البعثة الدبلوماسية الإيرانية البلاد.

وأوضح وزير الخارجية الصومالي، أن القرار جاء ردا على “التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي للبلاد”.

وشهدت السنوات الماضية تمركز بعض القطع البحرية العسكرية لإيران في الصومال الواقعة شمالي خليج عدن، حيث المسار الملاحي الهام لإيران، بزعم حماية الطريق البحري لسفنها من عمليات القرصنة.

وأكد الخبراء السياسيين على تراجع العلاقات بين الصومال وإيران إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. واتهمت الحكومة الصومالية مؤخرا، إيران بدعم الجماعات اليسارية المسلحة في مقديشيو.

وأضاف الخبراء أن الصومال ذات الأغلبية السنية، لن تخسر كثيرا بقطعها العلاقات مع إيران، إذ لم تكن تحصل إلا على القليل من المساعدات من طهران، وهو ما ستعوضه السعودية الساعية إلى تعزيز استقرار وأمن العاصمة مقديشيو.

وذكر الصحافي الصومالي المستقل حسين محمد، أن “الشعب الصومالي يحب المملكة السعودية. وأن عدد كبير من مواطني الصومال يعيشون في السعودية وليس في إيران”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.