عبدالعزيز الجار الله: جسر الملك سلمان.. جسر المحبة الثاني

عبدالعزيز الجار الله: جسر الملك سلمان.. جسر المحبة الثاني

شارك

دائماً تبرز في توقيع الاتفاقيات بين الدول خلاصة الاتفاقيات، وفي توقيع الاتفاقيات بين السعودية ومصر يوم الجمعة الماضي في القاهرة شهد التوقيع الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان الأبرز في اتفاقيتين هما:

إنشاء جسر بري بين المملكة ومصر.

تعيين الحدود البحرية بين السعودية ومصر.

على أن جميع الاتفاقيات مهمة للبلدين باعتبارها بناء تكامليا لدولة لها ثقلها الديني والاقتصادي والعروبي هي السعودية، ودولة لها ثقلها السياسي والعسكري والحضاري والعروبي هي مصر، وقبل ذلك عودة الروح والصفاء بين الدول العربية كانت البداية بين السعودية ومصر بعد أن عصفت بالوطن العربي عواصف هوجاء باعدت بين بلدانه عاصفة: الربيع العربي، تدخلات إيران بالمنطقة العربية وهيمنتها على العراق، إرهاب القاعدة وداعش في الشرق الأوسط، مخاطر الجماعات الإسلامية الإرهابية في الوطن العربي، تضاؤل حظوظ قيام الدولة الفلسطينية، الحرب في سورية والتدخل الروسي الإيراني، أمن جنوب البحر الأحمر، وأخطار شرقي أفريقيا إثيوبيا وحرب المياه والتحالف الإسرائيلي.

بادر الملك سلمان وبموافقة مصر لإنشاء جسر بري يعبر مياه خليج العقبة والبحر الأحمر في السعودية من الضفة الشرقية من خليج العقبة إلى المياه والموانئ المصرية في الضفة الغربية من خليج العقبة في الأراضي المصرية، وهذا يعني أول اتصال بري ما بين غرب آسيا والجزيرة العربية ودول مجلس التعاون والسعودية وبين دول الشمال الإفريقي المغرب العربي، ودول شرقي إفريقيا، ومصر، بعد أن انقطع الاتصال البري بين شبه جزيرة العرب وصحراء شبه جزيرة سيناء المصرية عام 1869م عندما حفرت قناة السويس زمن الخديوي اسماعيل.

هذا الربط الحضاري الذي سيتم قريبا بإذن الله سيربط بين قارتين وحضارتين ودرعين، سيربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، وبين حضارة غرب آسيا وشرق أفريقيا، وجيولوجي يربط بين الدرع العربي غربي الجزيرة العربية والدرع العربي النوبي شرقي افريقيا، وهذا يتمم للربط السكاني والاقتصادي وربما البيئي الذي انقطع بحفر قناة السويس.

إذن سنشهد وسنكون على موعد مع إنشاء جسر ثان للمحبة، جسر الملك سلمان للربط مع إفريقيا، بعد جسر المحبة الأول جسر الملك فهد الذي ربطنا بالضفة الثانية من مياه الخليج العربي وجعل لنا بوابة برية على البحرين، وهذا سينشط بناء جسور المحبة بين الدول العربية ودول المنطقة والسعي إلى السلم والتنمية بدلاً من الحروب.

نقلًا عن “الجزيرة” السعودية

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.