عبدالمحسن حمادة: إيران والأزمات

عبدالمحسن حمادة: إيران والأزمات

شارك

ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل، القتل من الجرائم الكبرى التي حرمتها الديانات السماوية والشرائع والقوانين الوضعية. وهذه أول آية في القرآن تحرم القتل لأنها نزلت في مكة.

وقد جعل الله عقوبة القتل العمد القصاص حفاظا على حياة الإنسان، ليعيش البشر في مجتمع يسوده الأمن.. ومن أسوأ أنواع القتل، قتلى الإرهاب الذي انتشر في مجتمعنا العربي، وعرف بالإرهاب الديني. وقامت حروب في منطقتنا تقودها دول كبرى لمحاربته. وباعتقادي إيران في مقدمة الدول التي دعمت ميليشيات في بعض الدول كما يتردد اعلاميا. وفي لبنان نجحت في خلق ميليشيا حزب الله، ويفخر قائده نصر الله بأنه تابع لإيران. ويدعي أن سلاحه مقدس لأنه سلاح المقاومة ليتصدى به للعدو الإسرائيلي، ولكن الواقع أثبت انه سلاح استخدم في الداخل اللبناني وربما لفرض الأجندات الإيرانية، ومحاربة الشعب السوري ومحاصرة مدنه، ولعل أبشع ما فعله هذا الحلف محاصرة مدينة مضايا ولمدة 7 شهور حتى بدأ شعبها يموت جوعا.

لم يشهد التاريخ أبشع من هذه الجريمة. اهتز ضمير العالم من بشاعتها وتدخلت الأمم المتحدة لإنقاذ الشعب الجائع، وأرسلت قوافل المساعدات وفرضت على النظام السوري وشركائه في الجريمة عدم التصدي لتلك المساعدات. ولما دخلت القوافل بدأت تتكشف أبعاد وفضائع جرائم الحلف.

إن تاريخ إيران في المنطقة العربية حافل بالأزمات، واليوم وكأنه يعيد نفسه، حيث تنتشر الميليشيات المسلحة داخل الأراضي العربية. فبعد نجاحها في لبنان نقلت التجربة الى العراق وحاولت نقلها إلى اليمن والسعودية لنشرها في جزيرة العرب. فدربت الحوثيين في اليمن للقيام بتلك المهمة، وفي السعودية زرع نمر النمر ربما لكي يكون نسخة مكررة لنصر الله. وهو شيخ متعصب من مواليد القطيف، ذهب إلى إيران بعد حصوله على الثانوية 1980 للدراسة في الحوزات، وظل هناك عشر سنوات، ثم الى سوريا والبحرين. ثم عاد الى السعودية (2006)، وبدأ يدعو الى انفصال القطيف وتكوين دولة شيعية تضم البحرين. اعتقلته السعودية أكثر من مرة وحذرته، ولكنه تمادى في غيه، وبدأ يحمل السلاح. تم اعتقاله بعد مطاردة عام 2012 وحوكم محاكمة عادلة استمرت زهاء أربع سنوات، واعدم في يناير 2016، احتجت إيران ونصر الله على إعدام مواطن سعودي حكم بمحاكمة عادلة، بينما أعدمت الحكومة الإيرانية آلاف الإيرانيين من دون محاكمة كما نسمع.

نشكر الدولة السعودية للتصدي بشجاعة للهجمة ضد أمتنا، ونتمنى لها التوفيق.

نقلًا عن “القبس”  الكويتية

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.