على الرغم من الحديث المتواتر عن التقارب الأمريكي الإيراني في أعقاب الصفقة الأخيرة التي عقدتها الولايات المتحدة مع طهران لتبادل المسجونين، إلا أنه على ما يبدو أمرا صعبا على السلطات الإيرانية أن تقبل بمثل هذا التقارب، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن السلطات الإيرانية أرادت أن تضع لمسة درامية قبيل تسليم السجناء الأمريكيين، ربما تعكس إلى حد كبير أن هناك مقاومة كبيرة في الداخل الإيراني لفكرة التقارب مع الولايات المتحدة، بالرغم من الإنجازات الأخيرة التي تحققت على صعيد العلاقات بين البلدين.
موقف الدقيقة الأخيرة
وأوضحت الصحيفة أن السلطات الإيرانية احتجزت زوجة وأم الصحفي الأمريكي جاسون رضائيان في غرفة منفصلة داخل مطار طهران الدولي، بعد أن أخذت منهما هواتفهما الجوالة، واستمر وجودهما هناك ساعات طويلة.
موقف الدقيقة الأخيرة، كما أسمته الصحيفة الأمريكية، تسبب في موجة من المناورات الدبلوماسية التي تشابهت بصورة كبيرة مع بعض الأفلام السينمائية، حيث ذهب قطاع من المسؤولين الأمريكيين للمقاربة بين الفيلم الأمريكي الشهير “أرجو”، والذي تناول انقاذ ستة أمريكيين محتجزين داخل السفارة الأمريكية في طهران، خلال أزمة الرهائن الشهيرة في الفترة ما بين عامي 1979 و1981.
اختفوا تماما
وأوضحت “نيويورك تايمز” أنه بينما كان يستعد ثلاثة من السجناء الأمريكيين المحررين لمغادرة طهران على متن طائرة سويسرية، اختفى عن الأنظار زوجة السيد رضائيان ووالدته، وهو الأمر الذي أثار ضجة كبيرة خلال عملية الاستعداد لترحيل الأمريكيين الثلاثة
الصفقة الأمريكية الإيرانية تضمنت الإفراج عن خمسة أمريكيين، حيث تم ترحيل ثلاثة منهم أمس الأول الأحد، من بينهم الصحفي الأمريكي جاسون رضائيان، في حين أن الرابع كان قد سافر بالفعل للولايات المتحدة على متن طائرة تجارية، بينما فضل الخامس البقاء في طهران.
يقول مسؤول أمريكي، اشترط عدم ذكر إسمه ، “لقد اختفوا تماما، ولم يعثر عليهم أحد. وعند الاتصال بهم لم يكن هناك من يرد.” وأضاف أنه بسؤال المسؤولين الإيرانيين، أكدوا أن هناك أمورا قانونية تمنعهم من الخروج من طهران.
كيري ينقذ الموقف
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين حاولوا إقناع نظرائهم الأمريكيين بالعودة دون والدة الصحفي الأمريكي وزوجته، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض، وهو ما دفع المسؤولين الأمريكيين إلى الاتصال بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري والذي تواصل بدوره مع نظيره الإيراني جواد ظريف لإنهاء الأزمة.
وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني تدخل بالفعل وصدر الأمر من النائب العام الإيراني بالسماح لأسرة رضائيان بمغادرة الأراضي الإيرانية، إلا أنهم بالرغم من ذلك لم يظهروا إلا بعد ذلك القرار بساعات
