فادي عيد: أربيل علامة استفهام بين أنقرة و بغداد

فادي عيد: أربيل علامة استفهام بين أنقرة و بغداد

شارك

بعد مشهد صدامي بين أنقرة و بغداد، إثر دخول قوات تركية بالسلاح الثقيل إلى الموصل العراقية، وإعطاء البرلمان العراقي للقوات التركية مهلة زمنية مدتها 48 ساعة قبل التوجه لأي خيار تصعيدي، سواء كان سياسيًا، عبر الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية، أو عسكريا، وبعد أن باتت الاتهامات تتبادل بين الجانبين، حتى علق الرئيس التركي يوم 10 ديسمبر الجاري، بأن أفراد الجيش التركي متواجدون في مخيم بعشيقة قرب الموصل، بناء على طلب حيدر العبادي منذ عام 2014م، فى الوقت الذى وجه فيه عبادي كل الرسائل المباشرة وغير المباشرة إلى تركيا كي تتراجع عن تقدم قواتها بالأراضي العراقية، فى ظل حالة شديدة التوتر، كانت أربيل الكردية تشهد تحركات بعيدة عن الأنظار .

ففى الوقت الذى تصاعدت فيه حدة التوتر بين أنقرة وبغداد، إثر اقتحام القوات التركية للموصل العراقية، افتتح رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني، الأربعاء 10 ديسمبر، زيارته لتركيا بزيارة مبنى هيئة الاستخبارات التركية بأنقرة، ومقابلة مسؤولين عن الجهاز، قبل أن يستقبله رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بمقر رئاسة الوزراء، ثم الرئيس التركي أردوغان بمجمع الرئاسة، وإن كانت زيارة برزاني لجهاز الاستخبارات التركي الأكثر غموضًا، فكان لقائه بأوغلو الأكثر نقاشاً عبر اجتماع دام لأكثر من ساعة ونصف، لم يدلي بعدها كلا المسؤولين بأية تصريحات عن فحوى المحادثات التي دارت بينهما.

وأثناء تلك الزيارة السريعة لبرازني كان رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان ومساعد وزير الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو ببغداد من أجل التباحث مع الحكومة العراقية حول قضية الجنود الأتراك المتواجدين بالموصل، وتلك التحركات السريعة تأتى أهميتها ليس على خلفية التوتر الاخير بين بغداد وأنقرة فحسب، بل مشهد الصدام الروسي التركي كان حاضرًا أيضًا، خلال تلك الاجتماعات، وربما نشهد قريبًا اعتماد أنقرة على النفط والغاز من أربيل، الأمر الذى قد يكون من أهم المحاور التى تم نقاشها بين الجانبين.

ويظل الاحتدام التركي العراقي الأخير مليء بعلامات الاستفهام؛ طارحًا على الجميع سؤالًا مهمًا: لماذا دخلت القوات التركية للموصل؟ فهل يعقل أن تركيا ستقوم بمهام تدريبية لقوات البيشمركة الكردية (عدو تركيا الخارجي الأول)، كما زعمت أنقرة! أم أن مسعود برزاني خارج معادلة صدام الأكراد وتركيا من الأساس، ومنذ البداية، ويتحرك وفق أحلامه وطموحه بدولته الجديدة. فهل أربيل ستعطينا إجابة واضحة أم ستتركنا للأيام القادمة؛ لكي يظلل الغموض على الإجابة، كما ظلل على تحركات برزاني وهاكان فيدان بالفترة الأخيرة، أم أن رأس الإجابة لهذا السؤال تأتي من بين سطور تصريحات الإعلام التركي، الذى لم يعد ينطق مسمى دولة العراق حتى أخذ يعرف مسعود برزاني برئيس دولة شمال العراق؟!

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.