شارك

الكاتبة الأمريكية لورا سيكور اعتادت على السفر إلى إيران منذ عام 2004، حيث كانت هناك للمرة الأولى مع نهايات عصر محمد خاتمي، وبدايات عهد محمود أحمدي نجاد، ثم عادت إلى طهران في 2012، وذلك من خلال عملها بصحيفة “نيويوركر” الأمريكية، حيث احتجزتها السلطات الإيرانية وأجرت معها تحقيقا واتهمتها بالتجسس.

مؤخرا، أجرت مجلة “سلات” الأمريكية حوارا معها، على خلفية إصدار كتابها الجديد، والذي يحمل عنوان “أطفال الجنة .. الصراع من أجل روح إيران”، حول الاختلاف بين إيران خلال عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد والوقت الراهن.

س. لقد سافرتي إلى طهران في عام 2004، وتولى أحمدي نجاد الحكم في 2005… هل كان هناك تغيير سريع في المشهد الإيراني من الداخل؟؟

ج. بالطبع كان التغيير سريع للغاية، ففي عام 2007 كان التغيير كبيرا للغاية في الداخل الإيراني، خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين كانوا يحملون جنسيات مزدوجة، حيث كانت الأوضاع غير مريحة أو مقبولة لهؤلاء الذين كانوا يحملون جوازات سفر أمريكية ممن يحملون الجنسية الإيرانية، حيث تعرضوا للترهيب، بينما أجبر بعضهم على مغادرة البلاد، كما شهدت أوضاع المرأة تدهورا كبيرا خلال الفترة بين وصول نجاد للحكم في خريف 2005 وحت بدايات عام 2007.

س. المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أية الله خامنئي كان الشخص الأكثر نفوذا في طهران، ولكن لماذا تغير الأمر كثيرا في عهد أحمدي نجاد؟

ج. خلال عهد خاتمي، والذي ينتمي للتيار الإصلاحي، كانت الفجوة كبيرة بينه وبين المؤسسة الأمنية في بلاده، حيث أنه فتح الباب أمام الحريات الصحفية والإعلامية، كما سمح بإنشاء النقابات والجمعيات، تلك الفجوة كانت السبب الرئيس في سقوط التيار الإصلاحي في انتخابات 2004، إلا أن في عهد أحمدي نجاد، اتجهت الحكومة الإيرانية نحو مزيد من الاستبداد، حيث اتجه الرئيس الإيراني إلى وضع مسؤولين أمنيين في مواقع السلطة الحكومية في بلاده. اتجه الرئيس الإيراني السابق لإغلاق الصحف، وهو ما سمح له بالسيطرة على الاقتصاد والسياسة والأمن دون اي انتقادات إعلامية.

س. هل تفاجأت بفوز حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية في 2013؟

بالطبع، كان مفاجئا بالنسبة للكثير من الناس، وكان مفاجئا أيضا بالنسبة لي، حيث لم يكن متوقعا على الإطلاق أن يفوز الإصلاحيين في ظل سيطرة نظام أحمدي نجاد على مقاليد الأمور في بلاده، إلا أن النتيجة عكست كم الظلام الذي شهته البلاد خلال الفترة الثانية من رئاسته. لم يكن أن يفوز روحاني في الانتخابات في ظل المناخ الأمني الذي فرضه النظام السابق منذ الانتفاضة التي شهدتها في البلاد في عام 2009.

كيف رأيت فوز روحاني في الانتخابات الأخيرة؟

في الواقع لقد كنت هناك في 2012، وكانت بالطبع بلدا مختلفا، فقد كان المناخ مختلفا في كل شيء. الأمن كان يسيطر على كل شيء، بينما كان الإنكار هو السمة الرئيسية التي ميزت تلك الحقبة. إنتخاب روحاني لرئاسة إيران كان انتخابا لسياسة خارجية أكثر اعتدالا، حيث كانت القضايا الدولية هي بمثابة الأولوية القصوى لدى الحملة الانتخابية للرئيس الإصلاحي.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.