شارك

التفسير الخاطىء للنصوص واستعداد بعد الأشخاص لتبني الأفكار المتطرفة هما السبب الرئيسي في الإرهاب الذي يعاني منه العالم، هكذا استهلت الكاتبة اليهودية جوليا إيوفي، مقالها المنشور بمجلة “فورين بوليسي”، حول إصرار مرشح الرئاسة الأمريكي دونالد ترامب إلصاق حادث أورلاندو الارهابي بالدين الإسلامي.

الكاتبة الأمريكية قالت إن ترامب أصر على أن الحادث لم يكن مجرد إطلاق نار، لكنه “حادث إرهابي إسلامي”، ليروج لفكرة مفادها أن المسيحية جيدة والإسلام سيء، وهي نفس وجهة النظر التي يتبناها مؤديديه، وهو الأمر الذي رفضته الكاتبة تماما

لا يمكن اتهام أي دين بأنه بتشجيع العنف وهو الأمر الذي تؤيده العديد من الأمثلة التاريخية، أبرزها- بحسب الكاتبة- الحرب التي خاضها “الصليبيون” في الأراضي المقدسة، حيث ذبحوا اليهود واحتجزوهم داخل معابدهم ليضرموا النيران بها بعد ذلك.. كما أن مذابح الهولوكوست التي نصبها النازيين الألمان “المسيحيين” أيضا بحق اليهود شاهدا أخر على ما أسمته الكاتبة “التاريخ العنيف للمسيحية”، خاصة وأن الهولوكوست كانت السبب في أكبر تغيير ديمجرافي لليهود في القارة الأوروبية.

وأضافت الكاتبة أن اليهود في الشرق الإسلامي ربما عانوا كثيرا، جراء العنف الذي يتعرضون له، إلا أن ما عانوه في الغرب كان أكثر دموية، وأنها كيهودية تشعر بالتهديد من قبل أنصار ترامب، الأمر الذي تشعر به تجاه المسلمين، موضحة أن المرشح الجمهوري وأنصاره يحملون مشاعر عدائية تجاه كل من يختلف معهم، سواء المسلمين، أو المثليين.

وذكرت أن ترامب يلصق الهجوم على أحد الملاهي المخصصة للمثليين في أورلاندو بالمسلمين، بينما هو وأنصاره أكثر الناس عداء للمثليين، خاصة وأنهم من يروجون دائما إلى مرض نقص المناعة “الإيدز” بأنه “عقاب الله للمثليين”، بينما ظهر أحد رجال الدين المسيحي في الولايات المتحدة ليمتدح الهجوم الذي استهدف المثليين.

المشكلة في الواقع ليست في الدين، لأن الأديان لا تحمل العنف في طياتها، هكذا تقول “جوليا إيوفي” في ختام مقالتها، لكن المسؤول عن العنف في الحقيقة هم أتباع تلك الأديان، وعندما تقع أعمال العنف يحاولون إخلاء مسؤوليتهم وإلصاق الأمر بالدين في النهاية.

واختتمت بقولها إن حادث أورلاندو لا يختلف كثيرا عن أعمال عنف ارتكبها اليهود عندما قتل يهودي حوالي 29 مسلمًا أثناء صلاتهم، وكذلك البوذية التي قد يراها البعض مرادفًا للسلام من الممكن أن يكون المؤمنون بها سفاكين للدماء، وبالنظر إلى “سريلانكا” نجد أن الأغلبية البوذية دخلت في حرب أهلية شرسة ضد هندوس الشمال، وكذلك ميانمار حيث يضطهد الهندوس مسلمي “الروهينجا” بعنف شديد.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.