شارك

“الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون أكثر أمانًا بدون السعودية في المرحلة الراهنة”. هذا ما أكده الكاتب الأمريكي “بريت ستيفينز”، في المقال الذي كتبه في صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وقال “ستيفينز”: “ربما تكون هناك تحفظات كثيرة من جانب العديد من المتابعين والمحللين الأمريكيين على السعودية، في ظل السياسات التي تتبناها حكومة المملكة، سواء ضد المرأة أو ضد اللاجئين، وهي الأمور التي تعد بمثابة أبرز نقاط الخلاف مع الرياض”.

وأضاف الكاتب الأمريكي، في مقاله، أن إعدام الشيعي السعودي المعارض “نمر النمر” مع بداية العام كان سببًا جديدًا، ليس فقط توتر العلاقات السعودية مع طهران بصورة كبيرة، ولكن أيضا في إثارة موجه من الغضب الدولي، في الوقت الذي تتجه فيه واشنطن نحو مزيد من الانفتاح مع الحكومة الإيرانية.

معاناة المملكة

ولكن يبقى التساؤل حول الكيفية التي ينبغي أن يكون عليها موقف الإدارة الأمريكية في المرحلة الراهنة، في ظل الخلافات الأخيرة مع السلطة الحاكمة في المملكة من ناحية، وكذلك في ضوء عدم احتياج الولايات المتحدة للنفط السعودي، بعد اكتشاف النفط الصخري والذي جعل من الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم.

بالرغم من التحفظات الكبيرة لواشنطن على المملكة، إلا أنه لا يبدو أمرا جيدًا بالنسبة للإدارة الأمريكية التخلي عن “آل سعود”، هكذا قال “ستيفنز”، في ظل ما تعانيه الحكومة السعودية من مشكلات اقتصادية من جراء انهيار أسعار النفط، وكذلك تزايد التهديدات القادمة من إيران خلال المرحلة الراهنة.

في مهب الريح

وأوضح الكاتب الأمريكي أنه من الصعب جدًا على طهران أن تحل كبديل للسعودية كحليف لواشنطن، خاصة وأن أمال الولايات المتحدة في تحول السلوك الإيراني نحو مزيد من الاعتدال بعد دخول الاتفاق النووي الإيراني حيز النفاذ أصبح في مهب الريح.

وأشار “ستيفنز” إلى إقدام السلطات الإيرانية على إقصاء آلاف المرشحين المعتدلين من الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها في الشهر المقبل، بالإضافة إلى مسئولية الميليشيات الشيعية الموالية لطهران عن اختطاف ثلاثة أمريكيين في العراق مؤخرا.

المصالح الأمريكية

السلطات السعودية تبدو محقة فيما تعانيه من قلق في المرحلة الراهنة، بحسب “ستيفنز”، حيث إن رفع العقوبات عن طهران، بالإضافة إلى التحالف الإيراني الروسي في سوريا، وحصول الدولة الفارسية على أسلحة متطورة من موسكو، ربما يزيد دائرة الخطر التي تشعر بها المملكة في المرحلة الراهنة.

وأوضح الكاتب أن الإهمال الأمريكي للمملكة “ربما يفتح الباب أمام السعودية لتفتح علاقات أوسع وأكبر مع الصين وروسيا خلال المرحلة المقبلة، وهو ما قد يضر بالمصالح الأمريكية بصورة كبيرة، وربما يؤدي إلى خسارة جهودهم في الحرب الراهنة ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة”.

واختتم بتأكيده على أهمية التعاون الاستخباراتي بين المملكة وأمريكا، موضحًا أن السعودية ساهمت بصورة كبيرة في دحض العديد من المؤامرات الإرهابية، مشددًا على أن “الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون أكثر أمانًا بدون السعودية في المرحلة الراهنة”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.