الملاحظ من متابعة حوار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مع قناة “الميادين” المقربة من حزب الله اللبناني أن خطابه الإعلامي في لقاء اليوم بدا أكثر هدوءًا عن نظيره في مايو الماضي، حيث اختفت منه نبرة التهديد إلى حد كبير، وأصبح يتحدث عن تنازلات يمكن تقديمها في مقابل إيقاف الحرب في اليمن.
ورغم استمرار اتهاماته للمملكة العربية السعودية، بدا عليه الرضوخ، فبعد أن كان يطلب من مؤيديه الصبر مؤكدا أنهم على موعد مع النصر على قوات التحالف كما زعم في حواره السابق، عرض “صالح” اليوم استعداده للانسحاب من كل المدن وتسليمها للجيش الوطني بشرط وقف الحرب التي أنهكته وقواته. وخلال حديثه الذي أوضح تحالفه مع الحوثيين، حيث عرض أيضا مطالبته إياهم بالانسحاب من الحدود السعودية.
في الحوار السابق تحدث “صالح” بنبرة فيها بعض الثقة واشترط أن حوار جنيف يجب أن يبدأ من حيث توقف، ويبحث موضوع انتقال السلطة والانتخابات، ثم عاد اليوم ليرضخ ويعلن التزامه بقرار مجلس الأمن رقم 2216 والتعامل معه بإيجابية، واستمر في تراجعه وعرض نيته الاستقالة من قيادة حزب “المؤتمر”، وعقد مؤتمراً عاماً للحزب لانتخاب قيادة جديدة لن يترشح فيها بحجه أنه “تعب” من السلطة.
وفي سيل من إلصاق التهم غير المبررة للسلطة الشرعية في اليمن، حيث ألصق تهمة إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتسليم البلاد لتنظيم “القاعدة”، زعم “صالح” اليوم في حواره أن هادي هو من دعم “داعش” والإخوان المسلمين للوقوف معه ضد الحوثيين والجيش، رغم أنه في حواره السابق أكد بالنص أن “هادي استعدى الإخوان المسلمين”.
وفي محاولة جديدة لذرع الفتنة دأب “صالح” خلال حواره اليوم في إحداث الوقيعة بين الإمارات والسعودية، عبر التصريحات المستعطفة للإمارات وتمجيد قياداتها والتظاهر بالأسف حيال القتلى الإماراتيين، زاعما أن علاقاته مع قيادات الإمارات جيدة، رغم أنه لم يتحدث بهذا الشكل عن الإمارات في أي خطاب إعلامي سابق منذ بداية “عاصفة الحزم”.
وكان “صالح” في حواره السابق، قد أظهر احترامه الشديد لمصر وجيشها، محاولا استعطاف الرئيس عبدالفتاح السيسي في صفه، قبل أن يتهمه اليوم بدعم الإخوان المسلمين في اليمن. كما حاول “صالح” خلال خطابه اليوم أن يبين عدم ارتباطه بالمعارك ضد التحالف ونفى علاقته بأي مقاتل يحارب ضد قوات التحالف.
