لماذا تستهدف “الذئاب المنفردة” السعودية؟ (خاص)

لماذا تستهدف “الذئاب المنفردة” السعودية؟ (خاص)

هشام السروجي

شارك

عندما يحكم الأمن قبضته على حراك الخلايا الإرهابية، تبدأ عمليات تفعيل إستراتيجية “الذئاب المنفردة”، ولعل هذا السبب الرئيس في لجوء “داعش” لإستخدامهم في المملكة العربية السعودية.

لماذا في السعودية؟

والسبب في ذلك يعود للحصار الأمني الذى أصاب خلايا التنظيم بعد الضربات الأمنية الإستباقية فى المملكة، إضافة لإحكام الوضع الأمني مما يصعب معه التحرك وتشكيل خلاليا نوعية وعنقودية كثيرة الأعداد حيث تعمل هذه “الذئاب” دون أن تتلقي موافقة أو يضع لها التنظيم الأم خطط مسبقة.

الذئاب المنفردة

ظهر مصطلح «الذئاب المنفردة» في التسعينيات الميلادية، بعد استخدامه من قبل المتطرفين الأمريكيين، “أليكس كورتيس وتوم ميتزغر”، حين دعا الاخير إلى نشاطات سرية، يقوم بها أفراد أو خلايا صغيرة، حتى يسود العرق الأبيض ويسيطر على باقي الاعراق، ويقول كورتيس «لا يمتلك الذئب المنفرد أي تواصل شخصي مع المجموعة التي يتماهى معها، ما يجعل من تعقبه،أمراً بالغ الصعوبة.

وفى الأوساط الإسلامية المتطرفة أُطلق مصطلح الذئاب المنفردة، على الأشخاص المتعاطفين مع التنظيمات المتطرفة من خارج الهيكل التنظيمي، وهم فى الغالب أكثر ولاءً للفكرة واعتقاداً من الذين ينخرطون داخل التنظيمات، ويطلعون على حقيقتها المغايره لما يروجون، ومن ثم يكون الحافز أقوي، مما يحولهم إلى قنابل بشرية موقوته، ومنهم يخرج غالبية الإنتحاريين.

إستراتيجية العمل

يقول “صبرة القاسمي” الجهادي السابق والباحث المتخصص فى شئون التنظيمات المتطرفة، أن تكتيك “الذئاب المنفردة” تستخدمه التنظيمات، عندما تشتد الرقابة عليها، ويتم تضييق علي أعضاءها، مما يصعب معه العمل بشكل خلايا عنقودية أو هيكل تنظيمي، لقوة الدولة ويقظة أجهزتها الأمنية. ويعد هذا التكتيك الفردي المرحلة الأخيرة التي تصل إليها الجماعات الإرهابية في نزاعها مع الأجهزة الأمنية، أو من الممكن إعتباره أخر حيلة تلجأ لها، تلاشياً للإنهيار.

ويوضح القاسمي فى حديثه لـ”السعودي” أن الجيل الأول من المنظمات 1الإرهابية، كان يأخذ الشكل التسلسلي، حيث يصدر الأمر من أمير التنظيم أو الخلية للأعضاء، ومع تطور عمل الأجهزة الأمنية، بما يتواكب مع الفكر المتطرف، تحولت الخلايا الإرهابية في أوامرها من التسلسلية للعنقودية، ما يمثل الجيل الثاني، وهي عبارة عن خلايا مستقلة صغيرة تتلقي التعليمات العامة والمنهج العام من المنظمة الأم وتعمل عمليات إرهابية حسب ما تضعه هى من خطط، تستهدف التوجهات العامة للتنظيم، ومن ثم يعلن التنظيم مسئوليته.

وبسبب اعتقال الكثير وقتل البعض من الكوادر العاملة في الخلايا العنقودية تحولت بسبب ذلك للخلايا المفردة والتي أطلقت عليها المنظمات الإرهابية كالقاعدة وداعش بالذئاب المنفردة. والذئاب المنفردة دلالة على خلية صغيرة جداً في الغالب لا تزيد عن ثلاثة أشخاص من ذوي القرابة الدموية كالإخوة وأبناء العم والأزواج والزوجات وهكذا، مثل الخلية التى نجحت أجهزة الأمن السعودية، فى إلقاء القبض عليها، والمكونه من أخوين.

ذئاب الإخوان

ولأن الذئاب تعمل خارج مظلة التنظيم، وجدت جماعة الإخوان فرصة ذهبية، تستطيع أن تضرب بها عصفورين بحجر واحد، فتقوم بتنفذ عمليات إرهابية من خلال عناصرها، تخدم أهدافها وتحقق مصالحها، ثم تلصقها بالتنظيمات الأخرى المتواجدة على الساحة، مثل القاعدة وداعش.

و يوضح القاسمي أن الجماعة تضم مجموعات يطلق عليها فى ادبياتها “المُحبين”، وهم المؤمنين بفكرة الجماعة لكنهم غير تنظيميين، ما أعتبره عدد من الباحثين فى شئون الحركات الإسلامية، تربة خصبة لصنع “ذئاب منفردة”، والذى عرف فى مصر بتنظيم “الخلايا النوعية” وهى قضية تنظر أمام القضاء ومتهم فيها العشرات، فى ظاهرة أطلق عليها فى الأوساط البحثية بـ” دعشنة الإخوان.

آلية التجنيد

ويشير القاسمي إلى هناك طريقتين لإعداد وتجهيز “الذئاب” للقيام بعمليات عشوائية، الطريقة الأولى ظهرت مع تغول “داعش” عن طريق تجنيد العنصر تجنيد الأنترنتالمستهدف، وإرساله للتدريب مده قضيرة لا تتجاوز الشهرين، سواء خارج أو داخل حدود دولته، ومن يعود مرة أخرى، وهو يملك من الإمكانيات والأدوات، ما يؤهله للقيام بعمل خلية كاملة.

أما الطريقة الثانية، وهى التي أبتدعها تنظيم القاعدة، تكون من خلال شباب، أمنوا بالفكرة وتعلموا صناعة القنابل اليدوية واستخدام السلاح من متابعة بعض المنتديات التكفيرية والمواقع الإرهابية على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، وحين يفشلوا فى التواصل، يبدأوا فى التحرك بشكل منفرد، إبتغاء نصرة التنظيم الذى يتبعونه.

ويعتبر القاسمي أن السبب فى تفاقم ظاهرة الذئاب المنفردة، وزاد من خطرها، هو مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، والذي أعقبه حملة تطهير للبؤر الإرهابية التابعة للتنظيم، مما دفع عدداً ممن ينتمون للقاعدة إلى العودة إلى أوطانهم، وتكوين خلايا نائمة وتنفيذ عمليات إرهابية بصورة منفردة مستغلين إمكانيات بسيطة، لإحداث ضجة إعلامية، وتحقيق اهداف تخدم التنظيم بصورة أكبر. ويبدو أن عدم قدرة القاعدة وداعش والتنظيمات التابعة لهما على تنفيذ هجمات واسعة النطاق بشكل مباشر، قد أثار دعوات داخل التنظيمات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.