اليمن.. وقف إطلاق نار محتمل قبل مباحثات الثلاثاء

اليمن.. وقف إطلاق نار محتمل قبل مباحثات الثلاثاء

(أ ف ب)

شارك

يلتقي ممثلون للحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في سويسرا الثلاثاء تحت رعاية الأمم المتحدة، في مباحثات سلام قد يسبقها وقف لإطلاق النار، تهدف لوضع حد لنزاع أودى بالآلاف ووفر أرضية لتنامي التنظيمات الجهادية.

وبعد أكثر من عام على دخول الحوثيين صنعاء، تتواصل الحرب في اليمن. واستغلت الجماعات المتطرفة، لا سيما تنظيمي القاعدة و”الدولة الإسلامية”، هذا الوضع لتعزيز تواجدها ونفوذها في مناطق عدة، لا سيما في مدينة عدن (جنوب)، ثاني أكبر مدن البلاد.

وبحسب الرئاسة اليمنية، يتوقع أن يبدأ تنفيذ وقف لإطلاق النار عشية بدء المحادثات، ومن المرجح أن يستمر سبعة أيام في حال التزام الطرفين به. واشترط الحوثيون لذلك، وقف غارات التحالف.

وتبدو الهدنة أقصى ما يمكن أن يؤمل به حاليا في ظل النزاع الدامي بين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والقوات الموالية للرئيس هادي.

وسيطر الحوثيون، وهم من المذهب الزيدي، على مساحات من اليمن بدءا من يوليو 2014 انطلاقا من معقلهم في محافظة صعدة بشمال البلاد. وتقدم الحوثيون تباعا ليسيطروا على صنعاء ومحافظات في الشمال الغربي والغرب والوسط، ووصلوا إلى بعض محافظات الجنوب.

وتمكنت قوات هادي بدعم جوي وميداني من التحالف، من طرد الحوثيين من عدن في يوليو، واستعادة أربع محافظات جنوبية أخرى.

وكان هادي أعلن عدن عاصمة مؤقتة بعد فترة من سيطرة الحوثيين على صنعاء. وعاد الرئيس اليمني إلى عدن منتصف نوفمبر، بعدما غادرها إلى الرياض في مارس الماضي بسبب تقدم الحوثيين.

اجتماعات سابقة

وفشلت محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في جمع طرفي النزاع في الأشهر الماضية. كما لم يتم احترام أكثر من إعلان لوقف إطلاق النار، لا سيما في مايو ويوليو.

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن هذه المباحثات تسعى للتوصل إلى “وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتحسين الوضع الإنساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم”.

ويرى المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبدلله، أن ثمة “فرصة حقيقة للاختراق… فرص النجاح أكبر من أي وقت مضى”.

ويضيف “ستكون هناك تنازلات من الجانبين”، وأن “دول الخليج وصلت إلى نقطة (قناعة) أنه حان الوقت لإعطاء الحل السلمي، لأول مرة، فرصة أكبر للنجاح”.

وكانت قمة مجلس التعاون الخليجي التي اختتمت الخميس في الرياض، اكدت دعم الحل السياسي للنزاع اليمني.

الجهاديون عدو مشترك

ويأتي قبول المتنازعين بالجلوس إلى طاولة الحوار على رغم التباين بينهما حول قرار مجلس الأمن 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين من المناطق التي سيطروا عليها وتسليم الأسلحة الثقيلة.

ويرى المحلل عبد الوهاب بدرخان أنه “من الصعب تصور أن ينفذ الحوثيون القرار، لأن التنفيذ بالنسبة إليهم اعتراف بالهزيمة”.

ويشير إلى أن سلطنة عمان، الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تنضم إلى التحالف والتي تحتفظ بعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف الإقليمية، تمكنت من “إقناع” السعودية وإيران “بوقف الحرب”.

ويرى بدرخان المقيم في لندن، أن تنامي نفوذ الجهاديين، لا سيما تنظيم الدولة الإسلامية الذي تبنى الأسبوع الماضي اغتيال محافظ عدن، يدفع الحكومة اليمنية إلى أن تبدي “موقفا أكثر ليونة” و”التصرف بإيجابية”.

ويشير عبدالله إلى أن تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة هما “عدو مشترك يشكل عاملا ضاغطا على طرفي النزاع في اليمن وعلى الدول الخليجية”، مشيرا إلى “استغلالهما هذا الفراغ وهذه الحرب”.

يضيف “لا أحد يريد قاعدة لداعش في اليمن بنفس خطورة قاعدته الموجودة في سوريا”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.