“مبارة الأزمة” وموقف سعودي رافض للتطبيع

“مبارة الأزمة” وموقف سعودي رافض للتطبيع

وكالة الإعلام العربي

شارك

مازال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اللواء جبريل الرجوب، مُصراً على موقفه المتشدد الرافض لإقامة مباراة المنتخبين السعودي والفلسطيني، المؤجلة ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، بأي أرض عربية محايدة، ضارباً بذلك كل الوساطات التي جرت خلال الأيام الماضية لإيجاد حلول للأزمة، وقبول الأعذار التي قدمها الاتحاد السعودي.

 

“مباراة الأزمة” حسب ما يُسميها بعض المراقبين، الذين عبروا صراحةً عن خشيتهم من أن تصل إلى مرحلة ما بعد الخلافات الرياضية، والدخول بملعب “الخلافات السياسية”، خاصة بعد رفض الرجوب لكل الحلول التي طالبت بإقامة المباراة بأرض محايدة أو في غزة، لتفادي”الحرج الديني” للمنتخب السعودي، دخلت الآن مرحلة أخرى، وأجبرت الرئيس الفلسطيني محمود عباس على التدخل قبل صدور قرار”الفيفا”.

 

 

موقف متشدد

 

إبراهيم أبو سليم، نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أكد أن: “رئيس الاتحاد اللواء الرجوب، لايزال حتى اللحظة مصراً على موقفه، ويرغب بأن تقام المباراة مع المنتخب السعودي، داخل الملعب البيتي الفلسطيني”.

 

وأوضح أن “كل المقترحات التي قُدمت من أجل إقامة المباراة على أرض عربية محايدة مثل الجزائر، أو حتى في قطاع غزة، واستثناء الملعب البيتي الفلسطيني، قد رفضت بالكامل”، مؤكداً أنه “لن نقبل بها مهما كانت الظروف والضغوطات”.

 

وأضاف: “من حق اتحاد كرة القدم الفلسطيني، أن يُصر على موقفه في إقامة مباراته الدولية، داخل الأراضي الفلسطينية”، موضحاً أنه “سبق أن استقبلت فلسطين المنتخب الإماراتي، وأقيمت مباراة دولية هامة هنا، ولم يخرج من الاتحاد الإماراتي بأي أعذار لزيارة الأراضي الفلسطينية، لا دينية ولا حتى سياسية”.

 

ولفت أبو سليم إلى أن “المباراة ستقام في موعدها المحدد في الـ5 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، على ملعب فيصل الحسيني، وعدم التزام المنتخب السعودي بهذا الميعاد، يعني مواجهة هذه الخطوة بقرارات صارمة من الاتحاد الدولية لكرة القدم الفيفا”.

 

وقال: “نحن ما زلنا ننتظر قرار الفيفا بهذا الملف، ومصرون على موقفنا، ولن نتراجع عنه مهما كانت الظروف والتحديات، وعلى الاتحاد السعودي لكرة القدم احترام الموقف الفلسطيني، أو تحمل مسؤولية نتائج رفضه لخوض المباراة المؤجلة .

 

تدخل عباس

 

موقف اتحاد كرة القدم الفلسطيني المتشدد لم يعجب اللجنة المركزية لحركة فتح كثيراً، وخلال اجتماعها الأخير في مدينة رام الله، طالبت الرئيس عباس بالتدخل العاجل، والضغط على اللواء الرجوب، للاستجابة لإقامة المباراة بأي دولة عربية محايدة، وحل أي خلافات رياضية مع المملكة العربية السعودية، قد ينتج عنه خلافات سياسية لا تريد السلطة الوقوع فيها.

 

وقال قيادي في “فتح: إن الرئيس عباس أبلغ الرجوب رسمياً، بإيجاد حلول عاجلة لمباراة المنتخبين السعودي والفلسطيني، خلال فترة قصيرة جداً لا تتعدى الشهر الواحد فقط، وقبل صدور أي قرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا”.

 

وأوضح، أن الرجوب استقبل رسالة صريحة من الرئيس عباس، ينص مضمونها الأساسي على إيجاد حل سريع، وأن لا تتسبب المباراة بخلافات سياسية مع المملكة العربية السعودية، أو تقديم اللواء الرجوب استقالته بشكل فوري.

 

ولفت القيادي الفتحاوي إلى أن اجتماعاً طارئاً سيعقد بداية الأسبوع المقبل، بين الرجوب والرئيس عباس فور عودته من جولته الخارجية، للتباحث في الملف ووضع حلول عاجلة له”، موضحاً أن “مركزية فتح ”  ترفض وبشكل قاطع التشدد الذي يبديه الرجوب على المباراة المؤجلة، وتخشى أن تتحول إلى خلاف سياسي حقيقي.

 

وتابع قائلاً: المتابع لكافة وسائل الإعلام السعودية وغيرها من وسائل الاعلام ، وخاصة بعض البرامج الرياضية، وعلى رأسها برنامج “أكشنها يا دوري”، للإعلامي السعودي وليد الفراج، يجد اتهامات كبيرة تصاغ ضد السلطة، بسبب موقف الرجوب، يؤكد أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر حساسية مع السعودية في حال لم تجد المشكلة حلاً”.

 

وأضاف: نأمل أن يحمل الأسبوع المقبل، حلاً جذرياً للأزمة، والتماشي مع كل مطالب  الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولا يمكن أن نخسر دولة داعمة لفلسطين مثل السعودية من أجل مباراة بها ثلاث نقاط فقط .

 

حلول ضيقة

 

وفي هذا السياق، قال الأمين العام لاتحاد الكرة الفلسطيني عبد المجيد حجي: إن “اتحاد الكرة الفلسطيني، مستعد لمنح المنتخب السعودي نقاط المباراة الثلاث، حتى لا تصبح المباراة نقطة خلاف سياسي مع السعودية .

 

وأضاف : نقدر السعودية عالياً، ونضع نصب أعيننا دورها الريادي والتاريخي الكبير في خدمة ودعم المشروع الوطني الفلسطيني، ولن نسمح أن تجرنا مباراة كرة قدم إلى ملعب الخلافات السياسية مع دولة عربية شقيقة”.

 

وأوضح أن هناك بعض الحلول ما زالت مطروحة، وسنحاول خلال الأيام القليلة المقبلة، وقبل صدور أي قرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم، إيجاد مخارج للأزمة الراهنة، وإقامة المباراة في المكان والزمان المحددين، بما يرضي الجميع”.

 

وقرّر “فيفا” أولاً إقامة المباراة على ملعب محايد، لكن الاتحاد الفلسطيني اعتبر القرار ظالماً، فاستضاف الاتحاد الدولي رئيسي الاتحادين الفلسطيني جبريل الرجوب، والسعودي أحمد عيد، لبحث الموضوع، قبل أن يتخذ قراراً ثانياً بتأجيل المباراة، التي كانت مقرّرة في الـ13 من الشهر الماضي، إلى موعد لاحق، بعد اعتراض السعودية على إقامتها في رام الله والخضوع للإجراءات الإسرائيلية لأجل المرور إلى الضفة الغربية، لكن اللجنة التنفيذية للفيفا قرّرت في اجتماعها الأخير، إعادة المباراة إلى رام الله.

 

الموقف السعودي

 

الاتحاد السعودي من جانبه يقول بأنه لا يريد إضفاء طابع سياسي على مباراة مع منتخب فلسطين، ولا يريد أن يغادر تقاليد المؤسسات السعودية التي تحظر التعامل خصوصاً في مسائل العبور والمرور واللقاءات الرياضية مع الجانب الإسرائيلي .

 

وكذلك يتحدث الرياضيون السعوديون عن مسوغات “دينية وأخلاقية” وتقاليد لمؤسسة الحكم السعودية تمنع الاقتراب من أي شبهات للتطبيع مع إسرائيل، فيما لا يعتبر الرجوب ذلك “تطبيعاً”، ويدرس الآن فعلياً اقتراح الرئيس عباس بالتعاون مع السعودية في هذا المجال، ومحاولة إقامتها في أرض محايدة وعدم تحويلها عنواناً لأزمة”.

 

والأوساط السعودية تقول بأن الرجوب يتسبب بالإحراج نظراً لموقفه المتشدد وغير المتوقع، والرجوب نفسه أبلغ أصدقاء له في الأردن بأن اللوائح الدولية تؤشر على قانونية وحق الأرض الفلسطينية باستضافة هذه المباراة .

 

ولا ترى تلك الأوساط مبرراً للأزمة التي يصر الرجوب على إنتاجها في السياق، مع توفر ذرائع شرعية وحلول منطقية وسطية لتنظيم عقد المباراة المرتقبة بين منتخبي فلسطين والسعودية، ضمن تصفيات آسيا لكأس العالم .

 

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.