محمد العمر: لماذا نحن متأخرون عن الركب؟

محمد العمر: لماذا نحن متأخرون عن الركب؟

شارك

قائمة طويلة بأسماء علماء عرب أشعلوا النور في الكون كله، القائمة ضمَّت علماء وباحثين من العالم الإسلامي، عاشوا في فترة ما بين العصور القديمة حتى بداية العصور الحديثة، وتنوعت علومهم بين الطب والفلك والكيمياء والرياضيات والجغرافيا والموسيقى والفلسفة وغيرها من العلوم الأساسية في حياة البشرية.

فهناك، على سبيل المثال لا الحصر، علماء من جميع التخصصات، كابن سينا في علوم الطب، وجابر بن حيان في الكيمياء، والكندي في الفيزياء، والخوارزمي في علوم الجبر والرياضيات، وعباس بن فرناس في علم الطيران، وابن أبي الصلت في الموسيقى، وابن الهيثم في الهندسة، وابن رشد في علم الفلك.

السؤال الذي يراود أذهاننا: لمَ هذا الكم من العلماء والمبتكرين والمستكشفين العرب إلا أن كل تلك العلوم بمخرجاتها تلقفناها من غير العرب والمسلمين، وتحديداً من الغرب بشكل عام؟ ولماذا سيطرت عليها منظمات دولية حتى أصبحنا تحت رحمتهم ورهن إشارتهم؟

قد يختلف معي البعض في طرح أحد الأسباب التي أودت بنا إلى مصاف آخر الركب، بل في أذيال الأمم، أقصد من جهة دائرة الابتكار والاكتشاف العلمي، والتطوير والتصنيع لا التجميع، لذا لن ينكر أحد منَّا أننا سبب في ضياع سيادتنا للأمم علمياً وتقنياً.

خلال عقود طويلة توقفت الأمتين العربية والإسلامية عن ترويج تلك العلوم والاكتفاء بتدوينها والتغني بها، بل تعطلت تلك الاهتمامات بسبب انشغال الأمة بشكل أكبر بالفتوحات الإسلامية وما تبعها، حتى تركز الاهتمام على العلوم الشرعية فقط، وأصبحت تلك العلوم التقدمية شيئاً ثنائياً حتى تلاشت شيئاً فشيئاً، بل صعد على المنابر وفي حلقات الذكر، من يبث جرعات السكون والترغيب بالتقشف والزهد في الدنيا، حتى ورثت الأمة هذه التركة، أي تركة البلادة والتفكير بالآخرة فقط، رغم أن الاهتمام بالأجر والثواب ليس أمراً مذموماً، والذي قد يفسره البعض من كلامي، بل هو محمود ومرغوب، لكن ليتذكر أولئك أن الدين الإسلامي أمرنا بالعمل والجد والابتكار ونفع الأمة، وليس الركون والاتكال وفهم النصوص على وجه واحد.

منذ قرون، والبعض يفسّر النصوص الشرعية في إطار واحد، «العمل لكسب قوت اليوم لأنه يعين على الاستزادة من العبادة»، أو ربط المسلمين بمسببات جلب الرزق في صورة تحث على الاتكال، وقد قال ابن حجر في الفتح: المراد بالتوكل في ظاهر النصوص: «وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها»، ليس ترك التسبب والاعتماد على ما يأتي من المخلوقين، لأن ذلك قد يجر إلى ضد ما يراه من التوكل، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: «خير الناس أنفعهم للناس».

الخلاصة: متى تنهض الأمة العربية والإسلامية لاستعادة مجدها العلمي التليد؟

نقلًا عن “الرؤية” الإماراتية

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.