شارك

حالة من الجدل حول انطلاق جولة جديدة من مفاوضات السلام في جنيف بشأن الأزمة السورية، خاصة في ظل تصريحات من قبل عدد من المسؤولين الدوليين حول تأجيلها؛ نظرًا لرفض الخصوم للجلوس معًا على مائدة واحدة، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ماهي التحديات التي تواجه عملية بدء المفاوضات؟

لعل التحدي الأبرز يتمثل في هوية ممثلي المعارضة السورية خلال الجولة القادمة من المفاوضات، حيث إن فصائل المعارضة المدعومة من قبل المملكة العربية السعودية والغرب، ترى أنها الأحق بتمثيل المعارضة، في حين يرفض حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد أن يرون مجموعة موحدة ممثلة للمعارضة في سوريا، لأنهم يريدون إضافة مجموعات أخرى تمثل المعارضة التي يقبلها الأسد.

من جانب آخر، تسعى كلا من روسيا وإيران لضم الأكراد لتكون طرفًا في المفاوضات حول مستقبل سوريا كجزء من المعارضة، الأمر المرفوض تماما من قبل الحكومة التركية.

التحدي الآخر يتمثل في الصراع الإيراني- السعودي، على خلفية التوتر الأخير في العلاقات، جراء إقدام مجموعة من المتظاهرين الإيرانيين على اقتحام السفارة السعودية في طهران احتجاجًا على إعدام الشيخ الشيعي السعودي المعارض نمر النمر، الأمر الذي ربما يقوض المفاوضات قبل بدايتها.

ما هي أبرز الإنجازات التي يمكن تحقيقها على مائدة المفاوضات؟

الهدف الرئيسي من الجولة الجديدة من المفاوضات المقررة في جنيف كان في الأساس يتمثل في وضع ممثلين عن نظام الأسد على نفس المائدة المستديرة أمام ممثلي المعارضة في سوريا، للتفاوض حول وقف إطلاق النار بين الجانبين المتصارعين، وكذلك مسألة انتقال السلطة.

إلا أن هذا الهدف على ما يبدو أصبح صعب التحقيق في ظل الخلافات الراهنة، حيث أصبح الدبلوماسيين في المرحلة الراهنة يتحدثون عن أهداف أكثر تواضعًا، تدور حول تخفيف حدة القتال’ وكيفية توصيل المساعدات الإنسانية للمدن المحاصرة داخل سوريا.

ولكن بالرغم من أجندة المفاوضات الجديدة تبقى محدودة للغاية، إلا أنه على ما يبدو مازال تحقيقها صعب المنال، بحسب ما يقول المستشار السابق للبيت الأبيض فيليب جوردن، حيث إنه ليس من المؤكد ما إذا كانت المعارضة السورية والقوى الداعمة لها سوف تقبل بمثل هذه الخطوات في ظل وجود الأسد على رأس السلطة أم لا، موضحًا أنهم يريدون رؤية أكثر وضوحًا حول مستقبل الأسد قبل البدء في المفاوضات.

ماهي المجموعات التي يمكنها تمثيل المعارضة السورية في المفاوضات؟

هناك مجموعة معارضة تم التوافق عليها خلال اجتماع في الرياض الشهر الماضي تضم مقاتلين وعدد من الرموز السياسية، معظمهم متواجدين خارج سوريا، ومن بينهم رجال أعمال قاموا بتمثيل المعارضة السورية في العديد من المؤتمرات الدولية، ولعل أبرز المعارضين هم أسعد الزوبي، وهو أحد القيادات العسكرية المنشقين عن الجيش السوري، ومحمد علوش ممثلا عن جيش الإسلام.

أما على الجانب الأخر، فإن روسيا تريد ضم مجموعات أخرى لتمثيل المعارضة الروسية، من بينهم الأكراد، بل وبعض مسئولي نظام الأسد السابقين، وهو الأمر الذي ترفضه السعودية، حيث ترى أن الأكراد لا يشاركون في الحرب ضد نظام الأسد بصورة مباشرة، وذلك على الرغم من التعاون بين الولايات المتحدة والميليشيات الكردية في الحرب الراهنة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.

من يمثل الحكومة السورية؟

الدبلوماسي السوري بشار الجعفري، من المقرر أن يقود المفاوضات عن الحكومة السورية، وهو يعمل كمندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، وهو الإختيار الذي أثار جدلًا كبيرًا من قبل العديد من الدبلوماسيين الغربيين.

ماذا لو فشلت المفاوضات

على الرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه القوى الدولية لبدء المفاوضات، تشجيع الجماعات المتحاربة من أجل الانخراط في عملية سياسية يمكن من خلالها انهاء الصراع، إلا أن كلا من روسيا والولايات المتحدة يعملان على تكثيف أنشطتهما العسكرية، سواء لدعم النظام من الجانب الروسي، أو المعارضة من جانب الولايات المتحدة، وذلك لتحقيق أكبر قدر من المكاسب يمكن من خلالها كسب مزيد من التأثير على مائدة المفاوضات.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.