منى السليمان: المال لا يصنع أفكارًا، الأفكار هي التي تصنع المال

منى السليمان: المال لا يصنع أفكارًا، الأفكار هي التي تصنع المال

شارك

دلّني على السوق جملة أطلقها الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف المهاجر من مكة إلى المدينة ليجد نفسه وقد بدأ من الصفر بعد أن كان ذَا شأن ، أبى عبد الرحمن قبول عرض سعد بن الربيع باختيار إحدى زوجاته واقتسام شطر ماله . فشق عبدالرحمن رضي الله عنه طريقه في السوق فاستطاع خلال فترة وجيزة تاجرًا من كبار تجّار المدينة برغم صغر سوقها مقارنة بسوق مكة حيث كانت آنذاك بمثابة مركز التجارة برحلتي الشتاء والصيف التي اشتهرت بهما ،وبمكانتها فتفد إليها القبائل من كل صوب.

والسر في نجاح ذلك القرشي التاجر إنه لم يركن للكسل وطلب العون وانتظار المساعدة، وهذا أكبر دليل على إن الانسان بيده وحده تغيير خارطة حياته و صُنع مستقبله، فالتخطيط لحياة كريمة يبدأ من تحويل كل طاقتنا السلبية والكامنة إلى طاقة إيجابية منتجة نصنع من خلالها بيئة جاذبة لاقتناص الفرص وتطويرها، فقد نجح الكثير بتحويل منازلهم إلي ورش ومصانع قائمة بذاتها كخطوة أولى فأصبحت الأسرة خلال برهة من الزمن منتجة لمختلف النشاطات فهناك سيدات برعن بإدارة معمل للحلويات داخل منازلهن ، وأخرى تبدع بإخراج أجمل التصماميم للملابس والحلي ،استطاعت المرأة وهي داخل أسرتها من القضاء على البطالة لتطرق أبواب العمل فتشق لها طريقًا بالتجارة الإلكترونية وقد ساعدها بذلك توفر وسائل التواصل التي أتاحت لها فرصة انتشار أوسع ، فتغلبت من خلالها على ما يكبدها خسائر ؛وذلك في ضوء غياب عنصرين مهمين قد يقوضا أي مشروع عند بدايته وهما توفير المكان والعمالة مما وفر الكثير من الجهد والمال.

ولا يخفى علينا أن هناك الكثير من الحسابات التي برزت وظهرت من خلال مجموعة من وسائل التواصل الاجتماعي كانستقرام ،وسناب شات وتويتر وَمِمَّا ساعد بسرعة انتشارها وتداولها قربها من كافة شرائح المجتمع فظهرت وبرزت كجزء منه ،فكانت مثال رائع للشباب السعودي الطموح بما يملكه من إمكانات تؤهله لسوق العمل فبعد فترة زمنية قصيرة نجد شاب يسطر من خلال هاشتاق أنشاؤه لمشاركة متابعيه يومياته ليكون فيما بعد نقطة الانطلاق لمشروع #فطور_فارس هذا المشروع الذي انطلق من الناس إلى الناس.

وعلى الطرف الأخر تدير المرأة العجلة إيذانًا بدخولها لعالم التجارة الإلكترونية فيظهر لنا مجموعة من الفتيات برعن من خلال جملة من الأعمال الملامسة لحاجة المرأة السعودية فنجد متاجرًا لبيع أدوات الزينة ،والملابس،و أخرى لإعداد الأطعمة،وصنع الحلويات،وتغليف الهدايا ….إلخ. كلنا نعلم بقصة أفنان الباتل وكيف بدأت بالتصوير ليومياتها فتنطلق بفضل دعم أسرتها لها إلى عالم الإعلان فتسابق الكثير للإعلان عن منتجاته عبر صفحة حسابها، الذي خصصت يوم الجمعة للإعلانات بتكلفة أربعة آلاف ريالاً للإعلان الواحد.

هذا الحس الذكي لدى الشاب والفتاة السعودية جعلتهما يستغلا الفرص ليبرزا ، وينطلقا كطائرٍ حُر طليق يغرد خارج سجن الوظيفة ، ذلك السجن الذي يظنه الكثير من الشباب أنه هو الملاذ الآمن لتقلبات الزمن و لا يعلم بأن السعي في مناكب الأرض هو الأمان الحقيقي وهذا ما يعززه قول المصطفى عليه السلام :” أطيب الكسب عمل الرجل بيده ، و كل بيع مبرور “.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.