منى السليمان: توب -10- Top

منى السليمان: توب -10- Top

شارك

من يرى استهلاك البعض في السوبر ماركت ومحلات التجزئة، بداية الأيام العشر الأولى من كل شهر يظن أن صافرة البدء للمتسابقين (المشترين)  قد انطلقت بالسباق الماراثوني الشهري، فنجد شطر الراتب يصرف في هذه الأيام، فتزدحم الشوارع والمطاعم والأسواق بالمتسوقين صرفًا وإنفاقًا واستهلاكًا فوق  حاجاتنا الأساسية.

 

وما أن يبزغ بدر شهرنا بالكمال حتى تُشد الأحزمة؛ إيذانا بأخذ الحيطة والحذر، فلم يتبقَ من الراتب إلا النزر القليل، فنبدأ بالاقتصاد والترشيح بعدما نضبت مصادر الدخل لدينا؛ فنقلل الصرف، ونحاسب أنفسنا عن مدى ضرورية ما نريد امتلاكه، وهل يمكن التريث  للراتب القادم؟ وهل هناك بديل بحال عدم توفيره؟ كل هذه الأسئلة تقودنا إلى: لماذا ثقافة الاستهلاك والادخار غائبة عند البعض وقد تكون معدومة؟

 

قديمًا قيل «ارفع قرشك الأبيض ليومك الأسود»، وتربى أجدادنا على هذه الثقافة رغم حالة الفقر التي عاشوها بذاك الزمان، فهذا لم يمنعهم من رسم خط للصرف والإنفاق والادخار، فالغني من زاد دخله على نفقته، والفقير من زادت نفقته على دخله ( Hilbert) . هذا الخط الذي لو اتبعناه لما وقع البعض في فخ العشر العجاف من كل شهر ،فيبدأ الشخص الزهد والكفاف في معيشته ليأمن قوت أسرته، فيسعى جاهدًا أن يمر شهره  بسلام دون ديون، في حين تتسع الرقعة على البعض ويبدأ علاجه بمسكنات الدين و بطاقات الإئتمان ليكتشف بعد وقت أنه فقد السيطرة بالعلاج، ليبدأ رحلة القروض فيستخرج قرضًا ليسد قرضًا سابقًا، وهكذا تبدأ عملية تكاثر القروض، ويسرف على نفسه، فيطرق كل أبواب الأقساط ليزج بهذا الراتب بدهاليز مجهولة النهاية .

 

 

 

الجميع يتمنى الراتب العالي، قد يظن الموظف أنه سوف يغطى كل احتياجاته لو كثرت عدد الأرقام براتبه، ويغيب عنه الاستغلال الأمثل والوعي بطريقة الإنفاق هي صمام الأمان لحياة كريمة .

 

 

 

ومن هنا أنادي كل أب وأم  تحديد حاجات الأسرة الضرورية بشكل أسبوعي بدلًا من الصرف الشهري، الذي  بدوره يقود لتكدّس أشياء لا تستخدم بحجة الاحتياط، ولو دققت النظر بالقائمة الاحتياطية بالخزانة  تفاجأ بقوائم احتياط الشهور الماضية، المنتهية الصلاحية فيكون نهايتها حاوية النفايات، كما لو أحصيت قيمة الاحتياط تجد أنه يكفي لاستهلاك الأسرة بقية الشهر .

 

 

 

لذا أشجع كل أسرة بوضع قائمة أسبوعية بعد تحديد أهم الوجبات المفضلة لدى العائلة، وبضوئها يتم توفير طلباتها ، وبالتالي نقضي على ظاهرة الاستهلاك الهدري المتفشية بالمجتمع، والتي تعتبر من الأسباب المقوضة للاقتصاد بالخليج على وجه العموم، وبالسعودية خاصة.

 

 

 

كما لا يغيب عنّا تدريب الأبناء بوضع ميزانية أسبوعية لهم تشمل مصروفاتهم المدرسية واليومية وبذلك ننمي لديهم ثقافة الاستهلاك والادخار .

 

 

 

ومضة:

 

«لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار».

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.