شارك

الصحف الأمريكية مازالت تتناول الأحكام القضائية السعودية بالكثير من الانتقادات، في انتهاك صريح لكافة الأعراف التي تقوم على احترام سيادة القضاء في كافة الدول العالم، وهو ما يعكس رغبة العديد من القوى الدولية في وضع مزيد من الضغوط على المملكة العربية السعودية في إطار تعاملها مع كافة التهديدات المحيطة بها.

ففي مقالها الافتتاحي، استهلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بالتساؤل عما إذا كان قرار المحكمة السعودية بتخفيض عقوبة الشاعر أشرف فياض من الإعدام للسجن لمدة ثماني سنوات مع الجلد بثمانمائة جلدة كافيا لدحض الاتهامات التي تلاحق المملكة حول تبني نفس النهج الذي يتبناه تنظيم “داعش” في التعامل مع المدانين لديه، في ضوء قسوة الأحكام لدى كلا الجانبين.

الشعر جريمة

وادعت الصحيفة الأمريكية أن الجريمة التي ارتكبها فياض تتلخص، في جوهرها، في إجادة فن الشعر وكتابته، على الرغم من أن المحكمة السعودية قد أدانته بالردة، موضحة أن الحكم الجديد جاء ليدحض الحكم الصادر في نوفمبر الماضي بإعدام الشاعر ذو الأصول الفلسطينية، والذي يبلغ من العمر 35 عاما.

وأضافت “نيويورك تايمز” أن جذور الشاعر ترجع إلى عائلة من عديمي الجنسية ذو أصل فلسطيني، حيث أنه ولد في السعودية، إلا أنه لم يكن معروفا بمواقفه المعارضة للنظام في المملكة، في حين أنه تميز بظهوره في بعض الأنشطة الفنية داخل المملكة وخارجها.

ضغوط دولية

السيد فياض قُبض عليه للمرة الأولى في عام 2013، بعد مشادة كلامية على أحد المقاهي، حيث تم إطلاق سراحه دون تهمة، ولكن بعدها بوقت قصير، تم القبض عليه بتهمة الارتداد، حيث حكم عليه في البداية بالسجن أربع سنوات، و800 جلدة، ولكن أعيدت محاكمته مرة أخرى ليحصل على حكم بالإعدام قبل تخفيف الحكم بعد ذلك للسجن ثماني سنوات والجلد 800 جلدة.

وزعمت الصحيفة الأمريكية أن تخفيف الحكم مؤخرا جاء نتيجة ضغوط دولية وعالمية كبيرة خاصة من قبل عدد كبير من منظمات حقوق الإنسان والمثقفين والمفكرين في جميع أنحاء العالم، موضحة أنه ربما كان الأمر لم يتغير إذا لم تكن هناك مثل هذه الضغوط الدولية الكبيرة، بحسب زعمها.

التشدد والتطرف

واستطردت الصحيفة الأمريكية ادعاءاتها بأن الحكومة السعودية تعاني من انتقادات دولية كبيرة من جراء اتباعها منهجا متشددا يعد السبب الرئيسي في إلهام غالبية التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية. وأمعنت الصحيفة الأمريكية في انتهاك السلطة القضائية السعودية والتشكيك فيها بالقول بأن تيارا من رجال الدين المتشددين لديهم نفوذ كبير في القضاء السعودي.

واختتمت الصحيفة مقالها بالقول بأن السلطات الحاكمة في المملكة السعودية عليها أن تعيد النظر في الحكم الصادر بحق الشاعر، وأن تتدخل لإنهاء ما أسمته بـ”الحملة الظالمة” التي استهدفته، موضحة أن ما قام به فباض مجرد عمل فني بسيط لا يستدعي مثل هذا الجدل الكبير.

الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتناول فيها الصحف العالمية، وخاصة الأمريكية، أحكام القضاء السعودي بالانتقاد، حيث سبق لها وأن انتقدت قيام السلطات السعودية بإعدام الشيخ السعودي المعارض نمر النمر، في 2 يناير الماضي، وهو الأمر الذي يعد انتهاكا لسيادة القضاء.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.