شارك

عندما سافر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مقاطعة بويز، في ولاية إيداهو الأمريكية، الشتاء الماضي، كان حريصا على لقاء زوجة القس الأمريكي، ذو الأصول الفارسية، سعيد أبديني، وأكد لها أن إطلاق سراح زوجها من السجون الإيرانية هو أحد أهم أولوياته، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وبعد عام من اللقاء، أجرى أوباما اتصالا آخر بالسيدة الأمريكية، مؤكدا لها أنه مازال ملتزم بوعده الذي قطعه على نفسه، وأوضح لها أن خروج زوجها من السجن بات قريبا للغاية، وهو ما وصفته نغمي أبديني، بأن تعاطف الرئيس الأمريكي كان طاغيا على حديثه معها.

ليست مجانية

إلا أن عواطف الرئيس الأمريكية لم تكن مجانية، بل كان لها ثمن، بحسب الصحيفة الأمريكية البارزة، حيث أن السلطات الأمريكية اضطرت للإفراج عن سبعة إيرانيين، أدانهم القضاء بتهم تتعلق بانتهاك العقوبات المفروضة على الدولة الفارسية، وهو ما يعني أن الرئيس الأمريكي اضطر للمجازفة بالأمن الأمريكي من أجل تحرير الرهائن الأمريكيين.

وأضافت الصحيفة أن الصفقة التي تبناها الرئيس الأمريكي تجاه أزمة الرهائن ربما أثارت قلقا كبيرا، ليس فقط في دائرة خصومه الجمهوريين، ولكن أيضا ربما امتد إلى داخل إدارته، حيث أن مثل هذه الصفقة ربما تجعل الولايات المتحدة هدفا للعديد من خصومها.

حافز للخصوم

إجراء مثل هذه الصفقات ربما يبدو بمثابة حافز للحكومات المارقة لاستهداف المواطنين الأمريكيين، ربما للحصول على مزيد من التنازلات من الإدارة الأمريكية الحالية، بحسب الصحيفة، حيث إنه من الممكن أن تكون الخطوة الأمريكية دافعا لقيام حكومات أخرى باعتقال مواطنين أمريكيين في المستقبل؛ طمعا في تنازلات جديدة.

واستطردت “نيويورك تايمز” أن الولايات المتحدة وصلت إلى اتفاق مع إيران بشأن تبادل المعتقلين في الوقت الذي شهدت فيه العلاقات تقاربا كبيرا خلال الأيام الماضية، أدت في النهاية إلى ابرام الاتفاق النووي، وكذلك رفع العقوبات عن طهران، وهي الأمور التي أثارت جدلا وقلقا سواء في الداخل الأمريكي أو بالخارج.

فرحة ما تمت

وبالرغم من ذلك، فإن الصفقة التي أجراها أوباما مع الدولة الفارسية من أجل تبادل السجناء ربما لم تكتمل، بحسب الصحيفة، حيث أن الجانب الإيراني لم يفرج عن روبرت ليفينسون، والذي يعمل مع جهاز الاستخبارات الأمريكي، والذي اختفي في طهران منذ 2007، حيث تصر السلطات الإيرانية أنها لم تعرف مكانه، وكذلك رجل الأعمال الأمريكي سيماك نامازي، والذي أعتقل في أكتوبر الماضي.

ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء الكونجرس، ويدعى بيتر هوكيسترا، أن الصفقة من الأساس تضمنت مقايضات صعبة، كان ينبغي دراستها جيدا قبل إتمامها، ولكن مادامت الإدارة قد قررت أن تخوضها فكان عليها أن تصر على استعادة كافة الرهائن الأمريكيين.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.