شارك

تطرق الكاتب الصحفي بوكالة “جيهان” التركية جوكهان باجيك، في مقاله أمس الجمعة، إلى مستقبل الملف الكردي في ضوء مستجدات الأزمة السورية، ومدى إمكانية تحقيق الحلم الكردي بإنشاء دولة مستقلة في المناطق الشمالية من سوريا بما يهدد من استقرار الأمن الداخلي لتركيا.

هدم نظام الأسد

أوضح الكاتب باجيك، أن هدم نظام الأسد يأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة بالنسبة لأهداف بعض الدول، مثل تركيا التي تهتم بمكانتها وسط القوى الإقليمية والعالمية، دون العناية بوجود تنظيم داعش على حدوده الجنوبية.

وأعزى إفساد مخططات تركيا في سوريا إلى ظهور داعش، مطالبا الحكومة التركية بحسن قراءة ذلك. وأنه على الرغم من أن جميع آليات الإنذار في أنقرة تشكلت حول حزب الاتحاد الديمقراطي، إلا أن الذي ورّط تركيا في سوريا هو بزوغ داعش على السطح؛ فطالما كان داعش موجودا فلن تتمكن تركيا من فرض أولوياتها على المجتمع الدولي.

والنقطة المهمة الثانية هي تصريحات الممثل الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة بشار جعفري، التي قال فيها “حزب الاتحاد الديمقراطي يتلقى دعما منا أيضا” حسبما ذكرت صحيفة “ديلي صباح” المقربة من حكومة حزب العدالة والتنمية. حسنا، ماذا سيحدث لو أعطى نظام الأسد حكما ذاتيا للأكراد داخل المنظومة الدستورية الخاصة به؟ ألم يحدث ذلك في العراق؟ إذ أسست حكومة بغداد دولة كردستان التي تُسمى بـ “حكومة إقليم كردستان” في شمال العراق. وإذا رجعتم بالذاكرة للسنوات السابقة تجدون أن تركيا أبدت آنذاك ردود فعل شديدة على تأسيس كردستان في العراق.

وعليه تساءل الكاتب التركي، قائلا “إذا كانت سوريا دولة ذات سيادة وأعلنت منطقة داخل نظامها الدستوري كردستان مستقلة؛ فماذا ستفعل أنقرة يا تُرى؟”.

الموقف الدولي

وحول موقف الدول الكبرى من احتمالية إعلان دولة كردية مستقلة شمالي سوريا، قال باجيك “إذا ما وقع اتفاق هكذا بين نظام الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي ستقوم موسكو بدعمه بلا شك. أما الولايات المتحدة فتنظر إلى السياسة الكردية على أنها (ناشئ) في دبلوماسيتها حتى وإن لم تظهر ذلك بشكل واضح. ومن ثم فإن لم يحدث بين هذه الدول حادث سير كبير فقد يخرج الأكراد من سوريا في شكل (حكومة إقليم كردستان في سوريا) كما حدث بالمثل في العراق”.

ورجح وجود “محادثات سرية” بين الغرب ونظام الأسد خلال الفترة الأخيرة، أسفرت عن فتح الاتحاد الأوروبي مكتبا في سوريا لتنسيق المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى تصريح المفوض الأعلى لشؤون السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، حول هذا الموضوع بقولها “لقد تحدثنا مع إيران أيضا”.

وتساءل في نهاية مقاله، قائلا “ثمة علاقات حميمة بين إيران والغرب في الآونة الأخيرة. حسنًا، كيف ستؤثر هذه الحميمية على سوريا؟ ألا يستخدم الغرب -بعدما جذب إيران إلى صفوفه- هذه الفرصة عبر نظام الأسد؟”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.