شارك

الفترة القصيرة التي قضاها السياسي المتطرف أفيجدور ليبرمان كوزير لخارجية إسرائيل كانت كارثية بالنسبة إلى العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، هكذا استهلت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالها الافتتاحي، موضحة أن أمريكا لم ترحب به بسبب مواقفه المتشددة تجاه القضية الفلسطينية، والمستوطنات، وهو الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون أنفسهم عائقا أمام أي تقدم في قضيتهم.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن ترشيح ليبرمان لمنصب وزير الدفاع في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلفا للمستقيل موشيه يعلون، تعد كارثة، خاصة وأن المنصب الجديد للسياسي المتطرف يبدو أكثر أهمية من منصبه السابق، موضحة أن مقعد وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية يعد المقعد الثاني من حيث الأهمية، بعد مقعد رئيس الوزراء، في ظل الدور الهام الذي يؤديه سواء في العلاقات مع الولايات المتحدة أو في القضية الفلسطينية.

الخطوة التي اتخذها نتنياهو باختيار ليبرمان وزيرا للدفاع بمثابة محاولة لتقوية الائتلاف الذي يترأسه الأول، إذ يعتقد أن مصالحه السياسية الشخصية تبدو أكثر أهمية من علاقاته بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بحسب “نيويورك تايمز”، خاصة وأن الفترة الرئاسية الثانية لأوباما تقترب من نهايتها.

وذكرت أن العلاقات بين نتنياهو والإدارة الأمريكية اتسمت بقدر كبير من التوتر منذ البداية، ولكن ربما تدهورت الأمور بصورة كبيرة منذ توقيع الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية الكبرى، في يوليو الماضي.

العرض المقدم من قبل نتانياهو لليبرمان لتولي وزارة الدفاع في الحكومة الاسرائيلية يبدو استفزازيا بصورة كبيرة للإدارة الأمريكية، هكذا ترى الصحيفة، خاصة وأنه بالرغم من التوتر في العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية ونظيرتها الأمريكية، فإن واشنطن حسَّنت علاقتها مع وزير الدفاع موشيه يعلون، الذي تقدم باستقالته مؤخرا بعد علمه بعرض نتانياهو لليبرمان.

وقالت الصحيفة إنه من الصعب أن يتوقع العالم أي تقدم في مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في ظل التطورات الأخيرة، في ظل وجود وزير دفاع هدد من قبل بقصف غزة، ونسف السد العالي في أسوان، موضحة أن علاقة ليبرمان لا تبدو جيدة حتى مع المؤسسة العسكرية التي ينبغي أن يرأسها، بسبب دفاعه عن جندي إسرائيلي تم اعتقاله لقتله جريحا فلسطينيا.

نتنياهو نفسه لا يؤمن بأن ليبرمان هو الشخص المناسب للمنصب، حيث سبق وأن قال عنه “ليبرمان يكرهني، لذلك فيسعى دائما لتشويه سمعتي. هو رجل خطير ويمكنه فعل أي شيء”.

وتقول الصحيفة إنه ربما اعتقد نتنياهو أن حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بحسب ما تطالب الإدارة الحالية، باتا بحكم الميت فعليا في الوقت الراهن، وبالتالي ربما يراهن على الحصول على صفقة أفضل من الرئيس المقبل.

واختتمت “نيويورك تايمز” بالقول بأن الخطوة التي اتخذها نتانياهو بمثابة “مقامرة كبيرة وخطيرة”، موضحة أن الرئيس المقبل للولايات المتحدة لا ينبغي أن يتخلى عن حل الدولتين. مضيفة “لا يمكن تعزيز موقع اسرائيل في واشنطن في ظل وجود وزير للدفاع يقف على طرف النقيض من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية نفسها”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.